الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السخرية من المسلم حرام ومن المهدي أشد حرمة

السؤال

سمعت بعض أصدقائي يسخرون من شخص عن طريق تسميته ب(المهدي المنتظر) و ذلك كناية عن أنه يتأخر عنهم و أنهم ينتظرونه كثيرا أو أنه لم يعد يجلس معهم. فما حكمهم هل يكفرون عينا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقبل الإجابة عن السؤال ننصحك أيها السائل الكريم بالبعد عن هذه الأفكار والشكوك والأوهام التي تتردد في أسئلتك دائما فإن الاسترسال معها يؤدي إلى الوسواس؛ فننصحك بتجاهلها والانشغال عنها فيما ينفعك في دينك ودنياك.
وبخصوص سؤالك فإن السخرية بالمسلم لا تجوز فقد نهى الله تعالى عنها في محكم كتابه فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بيسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ. الحجرات الآية:11.
وإن كان قصدك أن أصدقاءك يسخرون من المهدي نفسه فهذا أغلظ حرمة، فإن هذا النوع من السخرية يعزر صاحبه تعزيرا غليظا.

قال العلامة خليل المالكي في المختصر مع شرحه: وشُدّد عليه العقاب في قول قبيح لأحد ذريته صلى الله عليه وسلم مع العلم به. والمهدي رجل صالح من ذرية النبي- صلى الله عليه وسلم- وقد قال عنه: لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي. رواه أحمد وغيره وصححه الألباني. والمهدي رمز من رموز الإسلام ولكن السخرية به أو بغيره من المسلمين أو بمن لم يجمع على نبوته- وإن كانت حراما- فإنها لا تصل إلى حد الكفر المخرج من الملة، ولمعرفة حقيقة الكفر.. وما يكفر به المسلم انظر الفتويين: 12800، 57611.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني