الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يفعل الزوج ليعود الوفاق بين أمه وزوجته

السؤال

حدثت مشاجرة بين زوجتي وأمي بسبب تدخلها الدائم في كل أمور حياتنا، وفي تربية أبنائنا، حيث ترفض زوجتي مشاهدة أطفالي للتلفاز أو سماع الأغاني، أما أمي فلا وخاصة أننا نقطن بنفس المسكن ولكن في شقة منفصلة، على الرغم من أن زوجتي لا تشعر بالاستقلالية لإصرار أمي على إمضاء أغلب الوقت لديها مما يعطلنا عن أداء أعمالنا وهي بصحة جيدة جدا ولا ترغب في ذلك إلا بسبب الغيرة، ولا تفضل أن أبقى بعيدا عنها. ليست هذه المشكلة بل المشكلة أنني أسمع كلامها دائما إرضاء لله، وكانت زوجتي تتحمل ولا تشتكي ولكنها لم تعد تحتمل هذا التدخل ولا أي شيء، وتقول إنها لا تريد أن تغضب الله فلذا علي أن أقنعها بعدم التدخل وأنا لا أستطيع كما أن زوجتي حاولت أن تتحدث مع أمي على الهاتف لإصلاح الأمور فيما بينهما ولكن أمي عنيدة جدا جدا وترفض صلح زوجتي نهائيا، وتريدها راكعة لها وأنا لا أعلم ماذا أفعل
فأولا:ماذا أفعل لإنهاء هذا الخلاف
وثانيا : إذا تحدثت زوجتي مع أحد أقاربنا وقصت له ما حدث وذكرت كل ما حدث من أمي علي مدار أكثر من 6 سنوات وما تفعله معها، وما تقول إنها كانت تتأذى منه، ولم تذكره لأحد قط حتى أنا بل كانت تعطيني إشارات بسيطة وأنا لم اهتم. فهل هذا يعد غيبة في حق أمي وخاصة أنني لن أعرضها لموقف كهذا أمام أحد حتى لو كان هذا خالي الذي أحبه وتحبه أيضا، وقد ذكرت أنها عنيدة ولن تقبل بشيء فهي مقتنعة بما تفعله وتدعو الآن على زوجتي، مع علمي تمام العلم بأن زوجتي محقة ولكن لا أظهر ذلك.
ما أخاف منه الآن أنني أعمل خارج البلاد ومعي زوجتي. فماذا أفعل الآن لأحل تلك المشكلة وخاصة عندما أعود إلى الوطن في الإجازة الصيفية. رجاء الرد وشكرا لاهتمامكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب أن حق الأم على ولدها عظيم وبرها من أوجب الواجبات وأفضل القربات، لكن إن كانت أمك تتدخل في شؤون زوجتك وتضارها في بيتها على الوجه المذكور فلا حق لها في ذلك، فينبغي أن تنصح أمك في ذلك برفق وأدب، وإن كنت تخشى غضبها أو عدم قبولها نصحك فيمكنك أن توسط خالك أو غيره من الأقارب الصالحين ذوي الوجاهة عند أمك حتى تقبل نصحهم، ولا حرج على زوجتك في ذكر ما يحصل من أمك لمن سيصلح بينهما، وليس ذلك من الغيبة المحرمة، وانظر الفتوى رقم : 6710.

وينبغي أن تحرص على إصلاح العلاقة بين أمك وزوجتك وتجتنب ما يعكر صفوها و ذلك يتطلب الحكمة والمداراة، ويجوز في مثل هذه الأحوال أن تنقل إلى كل منهما عن الآخر كلاما يجلب المودة ويذهب الشحناء –وإن لم يكن واقعا- وليس ذلك من الكذب المذموم ، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِى يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِى خَيْرًا. رواه مسلم.

وذكّر زوجتك بأن من محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها ، إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم ، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه.
وعلى كل حال فعليك بر أمك والإحسان إليها كما أن عليك معاشرة زوجتك بالمعروف، ولا يجوز لك أن تعرضها لضرر من جهة أمك أو غيرها ، فأعط كل ذي حق حقه فلا تبر أمك بظلم زوجتك ولا تحسن إلى زوجتك بعقوق أمك، ومن استعان بالله وتوكل عليه كفاه ما أهمه ويسرله أمره .
وللفائدة راجع الفتوى رقم : 66448

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني