الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جفاء الزوج وسوء عشرته لا يسوغ إقامة علاقة محرمة مع أجنبي

السؤال

أنا متزوجة وعندي ولدان، متزوجة من 6 سنوات. زوجي محترم جدا وطيب وناجح بعمله، ويحبني ولكنه يكبرني تقريبا ب 7 سنوات، أعاني كثيرا من مشكلة واحدة معه وهي عدم تقارب وجهات النظر في كثير من الأمور بيننا .. تبدأ من بعض الأخطاء التي بنظري هي تافهة والتي تكون ردة فعله كبيرة عليها لدرجة الاستغراب أحيانا إلى موضوع عدم إشعاري بوجودي كأنثى بحياته. فهو قليل الإغداق علي بكلام الحب، بخيل جدا بعواطفه ومشاعره يعتبر أي اتصال بيني وبينه المفروض أن يتم ضمن معايير الأدب والأخلاق رغم يقيني أنه بين الزوجين لا يوجد شيء اسمه حدود وأدب .. ينام كثيرا لدرجة تستفزني، ويصمت كثيرا ويرفض أن يسمعني ... يرى في كل مواضيعي أشياء لا تستحق الاهتمام... وصلت لمراحل شعرت أنني في حياته فقط لأنجب له الأطفال كوني من عائلة محترمة وعلى رأيه أنا بحثت على أخوال جيدين لأولادي.. زائد أنني سيدة بيت بكل معنى الكلمة..... قليل التقدير لكل ما أعمل حتى بدأت أشعر أنه لا يستحق كل ما قدمته له من تقديس له ولبيتي ولأولادي في زمن أصبح فيه البيت والأولاد آخر اهتمامات الزوجة. أعيش فراغا كبيرا، طلبت منه مرارا وتكرارا أن أكمل دراستي، أن أشترك بمركز تحفيظ للقرآن، أن أعمل أي شيء يقتل الفراغ الذي تركته قسوته علي بتهميشه لي على مدار 6 سنوات ...دون جدوى كان يرى أنه لا حاجة لكل ذلك والمفروض كل ثانية لازم تكون للبيت ومسؤولياته.أنا مغتربة وبعيدة عن أهلي، تعبت من الوحدة وشعرت أنني سأموت بين مسؤولية البيت التي أكلت من عمري 6 سنوات ... من قبل شهر اشتدت الأمور بيني وبينه وتأزمت كنت أشحذ منه الحب شحذا لدرجة أنني وصلت للحقد عليه، وتحت هذا الضعف فتحت الانترنت ودخلت الشات وتعرفت بشاب رقيق وإنسان بكل معنى الكلمة، من عائلة محترمة ومتعلم، المهم بدأت الأمور عادية وعلى أساس أصدقاء، وأن الهدف هو فقط الشكوى من زوجي وكيف سيساعدني على أن أصبر عليه وكيف أفهمه أكثر، ولكن مع الوقت بدأت أتعلق به لدرجة الجنون كان دافئا جدا ... حاول أن يبعدني وأن ما أفكر به تجاهه قمة الغلط والحرام، وأن زوجي بكل بخله علي بعواطفه لا يستحق مني أن أخونه، ولكنني أغلقت أذني فلم أرد إلا أن أسمع صوت واحد داخلي وهو أنني أحببته بجنون. لا زلنا في البدايات ولا أعرف إلى أين ستصل الأمور ولكنني أتعذب من تأنيب ضميري وخيانتي التي قمت بها ... فأنا خنت رب العالمين أولا ثم زوجي، ثم أولادي ثم أهلي ثم بيتي ..... لا أستطيع مقاومة هذا الحب الجارف الذي يعتصرني من الداخل تجاه هذا الرجل فأنا متعطشة لقليل من الاهتمام .... أريد أن أسمعكم ولكن لا تقسوا علي فحياتنا صعبة والمغريات فيها كثيرة والماسك فينا على دينه هذه الأيام كالقابض على جمرة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله المولى العلي القديرأن ييسر أمرك وأن يذهب عنك الهم والغم ويصلح لك زوجك ويسعدك به ويسعده بك إنه سبحانه سميع مجيب. والدعاء من أهم ما نرشدك إليه فعليك بالإكثار منه مع اليقين وحسن الرجاء، فالله تعالى عند ظن عبده به، وراجعي الفتوى رقم: 119608 ، ففيها بيان آداب الدعاء وأسباب إجابته.

والزوج مطالب شرعا بأن يحسن عشرة زوجته، وفي رسول الله أسوة حسنة للأزواج فقد كان يسابق عائشة، ويشرب من مكان شربها، ويأمرها أن تتزر وهي حائض فيباشرها، ويقبلها إذا خرج إلى غير ذلك مما هو مبثوث في سيرته الندية وشمائله الكريمة، وقد فصلنا القول في حقوق الزوجية في الفتوى رقم: 13748 ، فنرجو مراجعتها. وذكر العلماء في السمر المباح سمر الرجل مع أهله. فجفاء الزوج وشدة طبعه مع زوجته واستفزازه أو إهانته لها يعتبر من سوء العشرة، والتفريط في حق الزوجة.

ولكن هذا كله لا يبرر لك إقامة علاقة مع الشاب المذكور ولا مع غيره، فلا شك في كون هذه العلاقة معصية عظيمة لله تعالى خاصة وأنك في عصمة زوج، فالإثم أشد. ومبادلته لك بكلمات الحب أو شعورك تجاهه بالمودة والمحبة إنما هو من تزيين الشيطان ليستدرجك إلى ما هو أعظم. فيجب عليك إنهاء هذه العلاقة فورا عسى الله أن يرضى عنك ويصلح لك أمرك. واحمدي الله تعالى أن أبقاك حتى تتمكني من التوبة فلا تلقي ربك وأنت مقيمة على هذه المعصية. وراجعي شروط التوبة بالفتوى رقم: 5450. وإذا صدقت الله تعالى وعزمت على إنهاء هذه العلاقة وفقك الله إلى ذلك، فاصدقي الله يصدقك، وراجعي الفتوى رقم: 9360 ، وهي عن علاج العشق.

ونوصيك بالحرص على ملء وقتك بما ينفعك من أمر دينك ودنياك، ومصاحبة النساء الصالحات ليكن عونا لك على الخير. وأما حفظ القرآن فهو قربة عظيمة، وينبغي لزوجك أن يسمح لك بالذهاب إلى مراكز التحفيظ، وإذا لم يفعل فهنالك بدائل أخرى من نحو برامج الحفظ من خلال الانترنت أو غيره. وفقك الله لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني