الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تصل الفتاة أقاربها إن كانوا مقيمين على المعاصي

السؤال

سؤالي هو: أنا ولله الحمد قد التحقت بطريق الالتزام وأحاول أن ألتزم بالدين والله المستعان، ولله الفضل قد ارتديت النقاب وربنا يبارك، لكن مشكلتي هي أقاربي فهم غير ملتزمون وأنا أصبحت لا أحب الذهاب إليهم، فأنا والدي متوفى وأعيش مع والدتي وحدنا، وعندما أقول لوالدتي إني لا أريد الذهاب إليهم أجد أنهم يطلبون منا الذهاب إليهم، وأنا أذهب غصبا عني بنية صلة الرحم
لكني أكون مبغضة لذلك.فماذا أفعل؟
وأيضا هم عند زواج أبنائهم يقومون بعمل أفراح مخالفة للشريعة الإسلامية، ويوجد فيها اختلاط وموسيقى ورقص. أستغفر الله العظيم.
وأنا اكره ذلك ..لكن قد اضطررت لحضور أحد الأفراح لهم لأني لا أستطيع ترك والدتي تذهب وحدها وهي قد قالت إنه يجب علينا الذهاب لمجاملتهم في هذه المناسبات، فذهبت معها وأنا حزينة من داخلي، وبكيت كثيرا وكثيرا ...اللهم لك الحمد يا رب.
أنا لازلت أبكى منذ ذهابي لهذا الفرح، والله صدري قد أتعبني من البكاء وأنا فتاة في عمر الزهور قد سقمت من البكاء والله بسبب ما أتعرض له أنا ووالدتي من قلة التزامهم وغياب الوازع الديني ...
ماذا أفعل معهم وأنا متعبة نفسيا كما شرحت لكم
وكيف أتصرف في هذه المناسبات المخالفة للشريعة أيضا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على حرصك على السير في طريق الاستقامة والالتزام واجتناب طريق الذنوب والآثام، ثبتك الله على الحق وزادك صلاحا وتقى.

وأولى ما نرشدك إليه هو الدعاء لهؤلاء الأقارب بالهداية والصلاح، فهذا من أعظم الإحسان والصلة عسى الله أن يستجيب دعاءك لهم ويجعلك سببا لهدايتهم، قال تعالى:وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}. وينبغي الحرص على دعوتهم إلى الخير والاجتهاد في محاولة التأثير عليهم قدر الإمكان إن أمنت تأثيرهم عليك.

وصلة الرحم واجبة ولها فضائلها العظيمة، ولكن إن خشيت فسادا بالصلة عن طريق الزيارة فلا حرج عليك في ترك زيارتهم والاكتفاء بصلتهم بوسائل الصلة الأخرى كالاتصال وتفقد الأحوال ونحو ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 7683 ، ففيها بيان اعتبار العرف في مسمى الصلة. ولا تجب عليك طاعة أمك في أمرها لك بزيارتهم، إذا ترتبت عليها معصية لأن طاعتها إنما تجب في المعروف، وليس من المعروف أن تطيع الأم ابنتها فيما فيه معصية . وراجعي الفتوى رقم: 76303.

وأما المناسبات المذكورة فإن اشتملت على منكرات من معازف محرمة ونحوها فلا يجوز ذهابك إليها، إلا إذا كان بإمكان الابتعاد عن مكان المنكر بحيث لا ترينه ولا تسمعينه فلك حينئذ الذهاب. وانظري الفتوى رقم: 102825.

وننبه إلى أنه ينبغي للمسلم أو المسلمة استشعار سعة رحمة الله وأنه إذا أذنب وتاب إلى الله توبة نصوحا فإن الله سيقبله ويغفر له ذنوبه، واليأس من رحمة الله خطأ وضلال. ورجعي الفتوى رقم: 24916.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني