الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزوجة المقيمة بسكن مستقل في بيت أهل زوجها هل لها المطالبة بمسكن آخر

السؤال

زوجتي لا تطيق أن تعيش معي في بيت العائلة ـ 4 أفراد ـ مع العلم أن شقتنا منفصلة تماما وتطلب مني أن أجد شقة بالإيجار وأترك شقتي، ذهب بها الأهل إلى المشايخ وأخبروهم أنه سحر وليس ذلك بمحض إرادتها، أرجو الإفادة في أسرع ما يمكن، لأن حياتي أصبحت جحيما وأنا متمسك بعدم ترك أبي وأمي، لأنهم بذلوا ما في وسعهم كي يوفروا لنا كل شيء، فهل أرد هذا الجميل بتركهم؟ مع العلم أن أمي سيدة كبيرة تريد من يساعدها في شؤون المنزل فقد كافحت مع أبي كي تزوجني بعد تخرجي وأنفقوا كل ما هو نفيس، فهل جزاء الإحسان تركهم؟ نعم أحب زوجتي، لكني أريد أن أفعل الخير، فهل لو أصرت أقوم بطلاقها؟ أم ماذا أفعل؟ لقد طفح الكيل بي وبأهلي فهي بنت عمتي وطلاقها غير وارد في عرف أهل الصعيد، كما أنني أخشي أن يقال إنني لم أصن بنت عمتي فقد تزوجتها بعد صراع مع أهلها، لأنها يتيمة الأب وليس لها إخوة ذكور وأهلها من أبيها لا يريدون أن يخرج إرثهم خارج نطاق أيديهم، فهل من الممكن أن يكون سحرا أم حالة نفسية أم في نفسها شيء من أهلي؟ لأنهم عارضوا الزواج خوفا عليٍ من شر أقاربها، الرجاء الإفادة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يلزم أن يكون ما أصيبت به زوجتك من قبيل السحر ونحوه، فقد يكون أمرا عاديا، ولا ننصح بالتعجل إلى اعتبار كون السحر هو السبب إلا إذا انتفت الأسباب العادية ووجدت قرينة قوية على حصول شيء من السحر ونحوه، حذرا من الوقوع في شيء من الوساوس والأوهام، فإذا غلب على الظن حصول شيء من ذلك فيمكن علاجه بالرقية الشرعية، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 13199، 2244، 27789، وهي في بيان علامات السحر وسبل علاجه.

وأما كون هذا الشيء له جانب بالأمراض النفسية فيعرفه أهل الاختصاص، وإذا كانت الزوجة في مسكن مستقل بمرافقه عن أهل الزوج، ولو في جزء من بيت العائلة، فلا يجوز لها مطالبة زوجها بمسكن آخر، وراجع الفتوى رقم: 121894.

وينبغي محاولة الإصلاح وحل المشكل بعيدا عن أمر الطلاق، ويمكنك الاستعانة بالعقلاء من أهلها في سبيل إقناعها بالبقاء في هذا البيت، فإن اقتنعت فالحمد لله، وإن أصرت على رأيها وأمكنك ـ في غير مشقة ـ تحصيل شقة قريبة من بيت الأهل بحيث تستطيع معها تعاهد أهلك بالرعاية وحل هذه المشكلة فافعل، وعلى كل تقدير لا تعجل لطلاقها حتى يتبين لك أنه الأصلح، ولا تنس أن تستعين بالله تعالى وتكثر من دعائه والتضرع إليه ليوفق إلى الإصلاح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني