الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختيار اليهود كان لسبب غير الجنس واللون

السؤال

ما هو أساس المقولة المأثورة .اليهود شعب الله المختار. وهل لها أساس في التوراة بعد ماهو معروف بغضب الله عليهم أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن نصوص القرآن تشهد باختيار الله عز وجل لبني إسرائيل في زمانهم وتفضيلهم على عالمي زمانهم. والآيات في هذا المعنى كثيرة، ولكن هذا الاصطفاء والاختيار ليس لجنسهم ولا لونهم، ولكن لكثرة الأنبياء فيهم. فقد قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: كانت بنوا إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي. رواه مسلم.
وقال تعالى حكاية عن موسى مخاطباً لهم:وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ [المائدة:20]، وقال تعالى:وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ [الدخان:32].
ولكنهم كفروا هذه النعمة وتنكروا لما جاءت به الأنبياء فاستحقوا غضب الله عز وجل ولعنته، وضربت عليهم الذلة والمسكنة إلا بحبل من الله وحبل من الناس، ومنهم من مسخهم الله قردة وخنازير ....إلى غيرذلك.
والحاصل أنهم كانوا مفضلين على غيرهم في زمن أنبيائهم لاتباعهم للأنبياء في بعض الأحيان، وإن كان الغالب فيهم تكذيب الأنبياء بل وقتلهم، قال تعالى:أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ [البقرة :87]، ولما ختمت النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم وجعل الله عز وجل خير الناس أتباع هذا النبي فقال سبحانه:كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران:110]، وقال سبحانه:وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاس [البقرة:143] أقول: لما كان الأمر كذلك لم يكن حال اليهود في زمنه بأحسن من حالهم مع من تقدمه من الرسل، بل كذبوه وهموا بقتله وألبوا عليه وآذوه. وعلى كل راجع الفتوى رقم:
4419
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني