الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تفعل الزوجة إذا ترك زوجهاالصلاة وأصبح يدخن ويشرب الخمر

السؤال

أنا متزوجة من 9 سنوات ولدي 4 أطفال، ولكن لاحظت بعد مرور 3 سنوات من زواجي أن زوجي بدأ يشرب الخمر ويدخن، ولا يقيم صلاته، يركض وراء ملذات الدنيا بدون حساب لآخرته، وأنا أحبه، حاولت جاهدة أن أغيره وأرجعه إلى الطريق الصحيح، ولكن للأسف بدون جدوى كل من يعرفهم من أصدقاء أصدقاء سوء يشربون ويدخنون كل ليلة، وبدأ ينجذب معهم وتكاد تصبح عادة له كل أسبوع مرتين تقريبا، لقد تعبت من محاولة إصلاحه وإعطائه الفرص للرجوع عن هذا الأمر ولكن بدون فائدة. فما هو الحكم في البقاء معه وتجاهل كل ما يفعله من أجل أولادي إلا أنني ولا يخفى عليكم بأنني لا أستطيع أن أبقى معه ولا أتقبل هذه الحياة وكثيرا ما تصير مشكلات أما الأبناء فما نصيحتكم لي بشأنهم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن صح فعلا ما ذكرت عن زوجك فهو آت لجملة منكرات، ومن أخطرها التفريط في الصلاة التي هي عماد الدين ورأس الإسلام، وقد ذهب بعض العلماء إلى كفر من تركها ولو تهاونا وإن كان الجمهور على خلاف ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 1145. وأما الخمر فهي أم الخبائث وشربها موجب للعن، وراجعي بخصوصها الفتوى رقم: 10723، والدخان محرم وأضراره لا تخفى على ذي لب سليم، ولمعرفة أدلة تحريمه راجعي الفتوى رقم: 1671.

وقد أحسنت بحرصك على صلاحه وإرشاده إلى الطريق الصحيح، وهذا من الوفاء للزوج. ونوصيك بالاستمرار في نصحه بأسلوب طيب والاستعانة عليه ببعض أهل العلم والفضل إن تطلب الأمر ذلك، وإن أمكنك أن تسلطي عليه بعض الصالحين ليكونوا سببا في إبعاده عن رفقة السوء فافعلي. وجماع الخير في الدعاء له، فالدعاء من خير يحقق به المرغوب ويدفع به المرهوب، قال تعالى:أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}. فإن استقام وتاب إلى الله وأناب وصلح حاله فذاك المطلوب، وإن استمر على غيه فلك الاستمرار في عصمته والمداومة على نصحه، وإن لم ترج منه صلاحا فالأفضل لك فراقه .فمخالطة مثله قد تفسد عليك دينك ودنياك، وقد يتأثر به الأولاد فيفسد عليهم دينهم وأخلاقهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني