الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آخر علامات الساعة الكبرى ظهورا

السؤال

ما هي آخر علامة من العلامات الكبرى ليوم القيامة؟ وهل هي النار التي تحشر إلى أرض الشام؟ أم ذو السويقتين وهدم الكعبة؟ وهل يعتبر النفخ في الصور من العلامات؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن آخر علامات الساعة الكبرى نار تخرج من قعر عدن تحشر الناس إلى محشرهم، جاء في أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة لمجموعة من العلماء، نشر: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ـ المملكة العربية السعودية: العلامة العاشرة: خروج نار عظيمة تخرج من عدن تحشر الناس إلى محشرهم وهي آخر العلامات العظام.

وانظر الفتوى: 34313.

وأما هدم الكعبة: فإنه يكون قبل ذلك، فقد جاء ترتيب العلامات الكبرى في أصول الإيمان كما يلي: الأولى: خروج المهدي والثانية: ظهور المسيح الدجال، والثالثة: نزول عيسى ابن مريم عليه السلام، والرابعة: خروج يأجوج ومأجوج، والخامسة: هدم الكعبة، والسادسة: الدخان، والسابعة: رفع القرآن، والثامنة: طلوع الشمس من مغربها، والتاسعة: خروج الدابة، والعاشرة: خروج نار عظيمة تخرج من عدن تحشر الناس إلى محشرهم، وهي آخر العلامات العظام.

ثم قال: هذه الأمارات أعظم أشراط الساعة التي تقع قبل قيامها فإذا انقضت قامت الساعة ـ بإذن الله تعالى ـ وقد ورد أن هذه الأمارات متتابعة كتتابع الخرز في النظام، فإذا ظهرت إحداها تبعتها الأخرى، روى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم قال: خروج الآيات بعضها على إثر بعض، يتتابعن كما تتابع الخرز في النظام. صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

وأما النفخ في الصور فلم نقف على من عده في علامات الساعة، والظاهر ـ والله أعلم ـ أنه يكون عند قيام الساعة، وذلك لما رواه مسلم في حديث طويل عن عبد الله بن عمرو مرفوعا قال: .. يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين ـ لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين عاما، شك من الراوى ـ فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه، قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا، فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دار رزقهم حسن عيشهم، ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا، قال: وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله، قال فيصعق ويصعق الناس، ثم يرسل الله ـ أو قال ينزل الله ـ مطرا كأنه الطل، فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال يا أيها الناس هلم إلى ربكم.. الحديث.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني