الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحق للزوج تأخير الإنجاب بغير رضا زوجته

السؤال

سني 30 سنة ونصف تقريبا تزوجت منذ عام تقريبا وقد أجبرني زوجي بشكل غير مباشر قبل زواجنا على أن أقبل أن نقوم بتأجيل الحمل لمدة عام، لأنه كان متزوجا من قبل وأنجب طفلة ثم حدثت خلافات وتم الانفصال وهو يخشى أن تتكرر التجربة معي على حد قوله فأراد أن ننتظر حتى يمر العام لنرى ما إذا كانت الحياة سوف تسير على ما يرام ونستمر أم لا ومر منه 7 شهور علي كأنها سنوات ما بين خوفي من أن سني تعدي الثلاثين ولن تكون فرص الإنجاب لدي مثل قبل هذا السن وما بين خوفي من أن تكون لدي مشكلة وأنا لا أعلم وأنتظر الوقت يمر وعندما نقرر الإنجاب لو ظهرت مشكلة مرضية فسوف تأخد وقتا في العلاج وأنا وحدي من يدفع الثمن، فوجئت به يقول لي إننا لن نأخد قرار الحمل قبل موسم الحج القادم حتى أتمكن من الحج هذا العام وهذا يعني أن المدة تجددت لتصبح عاما ونصفا أحرم فيها من نعمة الحمل والأمومة حاولت النقاش معه وقلت له سوف أحج وأنا حامل فقال لي إما الحج أو الحمل عليك الاختيار وقد ننتقل من المملكة بعد عام أو عامين أو أكثر ـ الله أعلم ـ وقد تحجين وقد لا تحجين، حاولت مرارا الصبر على هذا الأمر وأنا أتمزق من داخلي وأبكي كثيرا تعبت جدا، وعندما طلبت منه أن أذهب لطبيبة كي أطمئن على صحتي وأنه ليست لدي مشكلة في الإنجاب ثار وأهانني وضربني وقال لي سيقولون عني مجنون لو فعلت هذا، حاولت إفهامه أنني أريد أن أطمئن فقال لي أنت تتحدين القدر فعندما نقرر الإنجاب نذهب للطبيبة، سنذهب الآن لنقول لها إننا منعنا الحمل ونريد أن نطمئن! كيف؟ وبكيت وكتمت الأمر في نفسي واحتسبت أجري عند الله وسكتت، أنا لست في غني عن الحج ولا عن الأولاد ولا أدري ماذا أفعل لم أعد أحتمل المخاوف داخلي ولا عدم إحساسه بما أعانيه من ألم نفسي، مع العلم أن لدي أختا لم تنجب وهو يقول لي هذه عقدة منها، أرجوكم ساعدوني كيف أتحمل 8 شهور أخرى من العذاب؟ وهل أضحي بفرصة الحج؟ وهل سيغضب علي ربي إن فعلت هذا وفضلت الأمومة على الحج؟ وهل هو آثم على حرمانه لي من الإنجاب وضغطه علي؟ وهل كنت مخطئة عندما وافقت من البداية؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذرية نعمة من النعم العظيمة وسبب من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، والسعي للحصول عليها حق للزوجين معا فليس للزوج منع زوجته منه أو تأخيره بغير رضاها، كما بينا بالفتوى رقم: 94648.

فالذي ننصح به زوجك أن يتقي الله في نفسه ويتقي الله فيك، فالآجال معدودة والإنسان لا يدري ما قد يعرض له، ونوصيك بأن تكثري من دعاء الله تعالى أن يوفقك إلى إقناع زوجك وأن ييسر لك الذرية الصالحة، ويمكنك أن تستعيني في سبيل إقناعه ببعض من لهم وجاهة عنده، وما ذكر من أعذار فهي واهية، والحمل قد لا يكون مانعا من الحج، وعلى فرض أنه قد يمنع، فإن منع منه فقد انتفى شرط الاستطاعة، وهذا على تقدير أن هذه حجة الإسلام وأنك قادرة على نفقة الحج، وأما إن كانت حجة تطوع فهي غير لازمة أصلا، هذا بالإضافة إلى أن الحج لا يجب ببذل الغير ماله لمن يحج به، وراجعي الفتوى رقم:56922.

وإذا منع الزوج زوجته من الإنجاب بغير رضاها فقد منعها حقا تملكه فهو بذلك آثم وظالم لها، ولست مخطئة بموافقتك من البداية، فالتأخير المؤقت للإنجاب لغرض صحيح لا شيء فيه ـ إن شاء الله ـ وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 35423.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني