الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النصيحة بين الوجوب العيني والوجوب الكفائي

السؤال

إذا سلمت على رجل فلم يرد علي السلام، أو قال لي أهلا بدلا من وعليكم السلام. هل يجب علي لزوما أن أنصحه وأقول له إن رد السلام واجب، ويكون بلفظ وعليكم السلام. هل ذلك واجب علي؟ وإن لم أفعل ذلك هل أكون آثما عاصيا مخالفا لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا حكم إلقاء السلام ورده. انظر الفتوى رقم: 22278.

وإذا سلمت على أخيك المسلم ولم يرد عليك الرد الشرعي فعليك أن تبين له برفق ولين أن رد السلام واجب شرعا، من باب النصيحة التي هي من أسس الدين؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم - الدين النصيحة، قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم.

وقد ذهب بعض العلماء إلى أن النصيحة واجبة وجوبا عينيا، وعند البعض الآخر أنها واجبة وجوبا كفائيا بشروط.

جاء في الموسوعة الفقهية: ذهب الفقهاء إلى أن النصيحة تجب للمسلمين.. وقال المالكية: النصيحة فرض عين سواء طلبت أو لم تطلب، إذا ظن الإفادة لأنه من باب الأمر بالمعروف، ونقل النووي عن ابن بطال: النصيحة فرض كفاية يجزى فيه من قام به ويسقط عن الباقين.. وهي لازمة على قدر الحاجة أو الطاقة إذا علم الناصح أنه يقبل نصحه ويطاع أمره وأمن على نفسه المكروه فإن خشي على نفسه أذى فهو في سعة. اهـ

فإذا قلنا بوجوب النصيحة عينا، أو قلنا بوجوبها كفاية ولم يوجد من يقوم بها فإن من لم يقم بها مع القدرة عليها وعدم الخشية يعتبر آثما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني