الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختلاف البلد هل يسوغ للزوج أن يقيم مع إحدى زوجتيه أكثر من الأخرى

السؤال

جزاكم الله كل خير ، وأرجو مساعدتي بإعطائي النصيحة ومساعدتي في إيجاد حل لمشكلتي وأنتم أهل العلم والنصيحة ، لقد تزوجت من رجل متزوج وعنده أطفال ويسكن في دوله أخرى، وأنا مطلقة وعندي أطفال من زواجي الأول ، وعندما تقدم زوجي لخطبتي وعدني بحياة كريمة لنا وأن أولادي بمثابة أولاده وأنه سيعوضني عن كل معاناتي التي عشتها في السابق. وبعد الزواج لم يتحقق شيء، تنصل من فتح منزل لي بحجة أني أعيش في دولة وهو في أخرى ، والمصروف ليس في اعتباراته وإذا لم أطلب منه ذلك أحيانا لحاجتي الماسة إليه لا يعطيني قرشا واحدا ولا يسألني حتى إذا كنت بحاجة لشيء. وأولادي بالكاد يسأل عنهم مع العلم بأنني لم أطلب منه ولو بشكل من الأشكال تقديم أي شيء لهم، وقد طلب مني عدم الإنجاب وعدم إشهار زواجنا أمام أهله والمطالبة بالإرث. والآن أنا متزوجة منه منذ ستة أشهر وزرته مرتين في بلده، وأسكنني في فندق ولم يبت عندي إلا ليلة واحدة فقط ولو حسبت لكم عدد الساعات التي قضاها معي لساوت ليوم واحد فقط، وعندما أعاتبه يتحجج بزوجته و أولاده وعندما ترتفع وتيرة النقاش أو الخلاف يلوح مباشرة بالطلاق ولا أخفي عليكم ، بعد إحدى هذه الخلافات صليت صلاة استخارة نويت فيها أن أطلب منه في اليوم التالي أن يعطيني على الأقل وقتا لأجد حجة أمام الجميع لحفظ كرامتي أمام أهلي وأولادي ومن ثم ننفصل، ولكن في اليوم التالي اتصل هو يعتذر لأنه تحدث معي بهذه الطريقة وجرحني، وليس هذا فقط عندما عاتبني أهلي لكذبه علي وعلى أهلي وبأنه لم ينفذ ولا شيء من وعوده وأنه لم يحقق أبسط شروط الزواج ، وقد نقلت رأيهم لزوجي وكان الرد أيضا الانفصال لأن هذا كل ما يستطيع ،، للعلم هو إنسان قد فتح الله عليه وأعطاه ويده مفتوحة إلى أبعد الحدود مع زوجته الأولى وأولاده وإذا حدث وطلبت منه شيئا قال لي بأني طماعة. ماذا أفعل عندما حاولت إخباره بأن صبري قد نفذ لم يشأ الله حدوث ذلك، هذا ما استوعبته بعد صلاة الاستخارة لأنني عندما صليتها قررت أنه في اليوم التالي سوف أخبره بذلك ولكنه جاء معتذرا ولم أستطع إخباره بذلك، وهل تصرفي كان خطأ ؟؟؟؟ أنا أحبه ودائمة الاستغفار والدعاء لله سبحانه بأن يفرج عني ويجعل لي مخرجا، وأن يهديه وأن يعطني كافه حقوقي الزوجية ولو حتى أبسطها، وأنا أخشى طلاق ثاني وماله من تأثير على أولادي وعلى سمعتي وأنتم أدرى برأي الناس بامرأة متعددة الطلاق ،، وهل أصبر وأحتسب ،،، أفتوني بالرأي وبالتفصيل ليطمئن قلبي وأحسن التصرف واتخاذ القرار المناسب. وادعو لي الله سبحانه وتعالى أن ينصرني ويعطني حقي وأن يرفع الظلم عني من زوجي الثاني الذي هو مثل زوجي الأول ظالم ولكن كل بطريقته. وبارك الله فيكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على الزوج أن ينفق على زوجته بالمعروف ويوفر لها مسكنا مناسبا ، وإذا كان متزوجا بأكثر من زوجة فعليه أن يعدل بين زوجاته فيقيم مع كل زوجة قدر ما يقيم مع الأخرى ولا يجوز له أن يقيم مع زوجة أكثر من الأخرى -سواء كانت الزوجات في بلد واحد أو بلاد مختلفة- إلا أن تسقط إحداهن حقها في القسم ، وانظري الفتوى رقم : 157051
فالذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك وتذكريه بما يجب عليه من العدل والمعاشرة بالمعروف، فإن لم يعاشرك بالمعروف فلتوازني بين ضرر الطلاق وضرر بقائك معه على تلك الحال وتختاري ما فيه أخف الضررين، وبخصوص صلاة الاستخارة وما يترتب عليها راجعي الفتوى رقم : 123457
ونسأل الله أن يهيئ لك الخير ويهديك لأرشد أمرك. وللمزيد راجعي فتوى سؤالك السابق برقم 176265

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني