الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من وسائل المبشرين لتدنيس هوية المسلم

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيموالصلاة والسلام على نبينا محمد أشرف الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلينالسادة مشرفو مركز الفتوىالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالسؤال :نحن مقيمون في بلد من البلاد الغربية لفترة مؤقتة ، وزوجتي تذهب إلى إحدى المدارس القريبة من المنزل يومين في الأسبوع لتتعلم الحياكة وبعض الإنجليزية ، وهناك يقدمون مأكولات وملابس بعضها جديد والباقي مستعمل بالإضافة إلى العديد من الخدمات.وزوجتي تحضر معها في كل مرة مأكولات وملابس ولعب للأطفال (على الرغم من قدرتنا المالية)، فهل أخذ هذه الأشياء حلال أم حرام علما بأن العديد من الجنسيات الأخرى يكونون موجودين ويأخذون من هذه الأشياء أيضا.أفيدونا أفادكم اللهوالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأبو سلمى

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقبل الإجابة على السؤال لا بد من بيان حكم الإقامة في بلاد الكفر، لأنها من المسائل المهمة ولها علاقة بواقع الحالة التي وردت في السؤال، فإنه بالنظر إلى نصوص الشرع، واستناداً إلى واقع الحال، لا يشك أحد في عدم جواز الإقامة في ديار الكفر لأدلة وردت في ذلك، ومن هذه الأدلة:
1- ما ثبت في سنن أبي داود وسنن الترمذي بإسناد حسن عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين، لا تراءى ناراهما " ولأن المسلم مأمور بالهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام وجوباً أو استحباباً حسب الحال، كما في مسند أحمد وسنن أبي داود بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها " هذا بالإضافة إلى أن الواقع يشهد بأن بلاد الكفر فيها إباحية وأسباب للفتن لا تحصى ولا تعد، والمسلم مأمور بالفرار بدينه من أسباب الفتن.
وقد تكون هنالك بعض الحالات يجوز فيها السفر لبلاد الكفر للحاجة أو الضرورة، من ذلك:
1-الذهاب بقصد القيام بواجب الدعوة إلى الله تعالى، ولا يتم ذلك إلا بالسفر إليها، وما لا يتم المأمور به إلا به فهو مأمور به. هذا مع مراعاة تسلح هذا الداعية بعلم يتقي به الشبهات، وإيمان يحتمي به من الشهوات.
2- حالات العلاج التي قد لا تتيسر في بلد مسلم.
أما موضوع السؤال فنقول في الإجابة عليه: إن مثل هذه المؤسسات التي يقوم عليها غير المسلمين، والنصارى خاصة، يكون دورها في الغالب تبشيرياً، وغزواً فكرياً لطمس هوية المسلم، وكثيراً ما يستخدمون مثل هذه المساعدات للتأثير على النفوس بجانب الإحسان، وهذا أمر معلوم متواتر، وصدق الله عز وجل حيث يقول: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) [الأنفال:36] فنصيحتنا هو ألا تأخذوا هذه الأشياء، بل ننصح بعدم ذهاب زوجتك لهذا المكان، بل والعودة إلى بلادكم أو الذهاب للإقامة في أي بلد مسلم، فإن أرض الله واسعة، ورزق الله تعالى متوفر في كل مكان.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني