الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرقية الشرعية مشروعة للمصاب وغيره

السؤال

أنا شابة، في الثالثة والعشرين من عمري، أدرس في سنتي الأخيرة من الجامعة، وملتزمة والحمد لله بواجباتي تجاه الله، وتجاه أهلي، وبإذن الله لم أقصر في شيء، وطوال عمري وبتوفيق من الله أتفوق في دراستي وأكون من الأوائل، أتعب نفسي وأقطف ثمرة تعبي كما أستحق لا نقصاناً ولا زيادة بفضله الكريم.
ولكن منذ ثلاث سنوات -وبتوفيق من الله- حصلت على درجة ممتازة في سنتي الدراسية في الجامعة، ولكن السنة التي بعدها وإلى الآن أتعب نفسي كثيراً كما اعتدت أن أكون، ولكنني لا أحصل على التوفيق في أي أمر أقوم به في مجال الدراسة فقط -والعلم عند الله- كنت أدرس بجد تام، عسى الله أن يكرمني بمرتبة جيدة، والحمد لله أكتب في امتحاناتي بشكل ممتاز، وأحمد الله حمدًا كثيرًا، ولكن الغريب أنه عند صدور النتائج تكون نتائجي قليلة جدًا، وأقل بكثير مما أكتب، وبكل المواد، حتى تراجعت درجتي وعلاماتي تراجعًا غريبا، ظننت في بادئ الأمر أنه من تأثير الحسد والغيرة، فلجأت إلى الله -عزَّ وجلَّ- فقرأت كل ما يمكن أن يقيني من الحسد من آيات وسور، وظللت على هذه الحالة سنة كاملة، وفي السنة التي تليها ظننت بنفسي خيرًا، وأنني تخلصت -بإذن الله- من شر الحساد، ولكن الأمر سيان، وهذه المرة كنت أدرس بجد كعادتي وأكثر، وعندما أدخل إلى الامتحان تمحى كل المعلومات من ذاكرتي تماماً، وكأنني لم أفتح الكتاب، بل كنت أشعر أن دماغي لا يعمل، فقد كنت أحاول التفكير والتذكر ولكن عبثاً أحاول، وبقيت على هذه الحال سنة كاملة، وظننت أن الأمر اختبار من الله -عزَّ وجلَّ-، فحاولت أن أصبر على التعب الذي ضاع وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الله بي، ولكن الأمر استمر حتى هذه السنة، فإني لم أوفق في مشروع تخرجي، ومن لحظة بدئي به كانت الطرق مسدودة أمامي دائمًا، وأحاول جاهدة أن أسلك كل سبيل يفتح أمامي، لأنني أؤمن أن الله -عزَّ وجلَّ- لا يضيع تعب أحد، وعبثًا أحاول.
ومنذ يومين قدمت مادة قد درستها بشكل عظيم، حتى إنني حفظتها عن ظهر قلب، ولكنني عندما بدأت بالامتحان نسيت كل شيء، وحاولت التذكر لأني درستها بشكل رائع، ولم أذكر أي شيء، مع العلم أنني لم أتوتر أو أضطرب، وقرأت الفاتحة على روح رسول الله صلى الله عليه وسلم، بنية التوفيق، ولكن عبثاً، فعقلي لا يعمل، ولا أستطيع التركيز أو التذكر، لا أعلم إن كان للموضوع دخل، ولكني منذ بضعة أشهر كان والعياذ بالله بعض الجن يأتون إلي عندما أنام بعد صلاة الصبح، أي بعد أن أصليها، وأقرأ قرآن الفجر، كان يقبض على صدري، ولا أستطيع التحرك أو التكلم، وأحاول جاهدة حتى أستطيع أن أقرأ البسملة، حتى يختفوا، حتى إنني رأيت قريني في يوم من الأيام، لكنني لجأت إلى الله سبحانه، والحمد لله تخلصت من هذا الأمر، أبعده الله عنَّا جميعًا.
لي رجاء لوجه الله، أفتوني في أمري، فأنا الحائرة البائسة، ألتجئ وأشكو إلى الله، وأشكو إليكم أمري الذي لا أشعر بأنه طبيعي أبدًا، فلا تفسير لما يحدث لي مهما حاولت.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يفرج عنك، ويهب لك العافية والسلامة مما تعانين منه، ونهنئك بما أنعم الله به عليك من الالتزام، وليس عندنا ما نجزم به في حالتك هذه، ولكننا ننصحك بالرقية الشرعية، فإنها تشرع للمصاب وغيره، وواظبي على التحصن بالتحصينات الربانية، وبالحفاظ على أذكار الصباح والمساء، وخاصة قراءة القرآن وسورة الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات مساء وصباحًا، ففي الحديث: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثا تكفيك من كل شيء. رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني.

وفي الحديث: لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة. رواه الحاكم.

واحرصي على تكرار حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات، ففي الحديث: من قال حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة. رواه ابن السني وصححه الأرناؤوط.

وراجعي الفتوى: 80694.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني