الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة بين الزوجين تقوم على المودة والتفاهم والتجاوز عن الهفوات

السؤال

زوجي لا يحب أن يسمع شيئا لا يعجبه كأن تقول له أوصل الأولاد للروضة، فهو يملك سيارة ولا يريد ويطلب مني ذلك وأنا أذهب مشيا على الأقدام والمسافة بعيدة، فهو لا يساعدني، فهم أربعة أولاد في الروضة ويقول لي إذا كنت لا تريدين فدعيهم في البيت، وهذا ليس حلا فهو لا يتحمل مسؤولية البيت والأولاد أبدا ويقول عندي دراستي وعملي، ولكن الوقت معه ليتكلم بالموبايل الساعات، والله الساعات ولا يملك الوقت ليتكلم مع أطفاله مع العلم أنني أسكن في بلاد الغرب وليس معي لغة ولا أعرف أي شخص هناك ولا نتناقش أنا وزوجي في أمور حياتنا ولا يسمح لي أن أقول له إن هذا الشيء يزعجني أو لا أريده، فهو يأمر ويجب علي أن أنفذ أوامره فقط، وأصبحت أنفذ أوامره من الخوف من كلامه الجارح وحلفه بأيمان الطلاق، وهذا الأمر سبب لي مشاكل نفسية فأنا أحب أن أطيع زوجي حبا فيه لا خوفا منه، أرجو أن تساعدوني وتوجهوا له كلاما في حسن معاملتي، لكوني زوجته وأما لأطفاله الخمسة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف ويقوم بحقه الذي أوجبه الشرع، ومن ذلك أن تطيع الزوجة زوجها في المعروف وأن يحسن الزوج صحبتها ويرفق بها، فتفاهمي مع زوجك برفق ولين وأطلعيه على كلام أهل العلم في ما ينبغي أن يكون عليه خلق الزوج مع زوجته وتعاوني مع زوجك على طاعة الله وأحسني التبعل له وأكثري من الدعاء، فإن الله قريب مجيب، ووصيتنا لزوجك أن يوازن بين الواجبات التي عليه كزوج وأب لخمسة أولاد، وواجباته ومهامه الأخرى، ويعطي كل ذي حق حقه، ففي الحديث الذي رواه البخاري: قال سلمان الفارسي لأبي الدرداء: إن لنفسك عليك حقا، ولربك عليك حقا، ولضيفك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك، فقال له صدق سلمان.

ولا شكَّ في أن تربية الأولاد تحتاج من الأب أن يفرّغ لهم شيئاً من وقته، ليقترب منهم ويتفقد أخلاقهم وطباعهم ويعلمهم ويؤدبهم، ونذكره بأن العلاقة بين الزوجين ينبغي أن تقوم على المودة والتراحم والتجاوز عن الهفوات وأن حسن الخلق من أحب الأعمال إلى الله ووما يثقل موازين العبد يوم القيامة، ونذكره بوصية النبي صلى الله عليه وسلم للرجال بالرفق بالنساء، حيث قال صلى الله عليه وسلم: ... اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا. متفق عليه.

وقال صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني