الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع تقبيل المحارم من الفم أو مس أثدائهن

السؤال

عورة الزوجة أمام والد زوجها: أنا متزوج حديثا من زوجة صالحة ومتدينة وهي ترتدي الحجاب الكامل أمام أهلي، وفي إحدى المرات طلب والدي منها تقبيلها من الفم كما طلب رؤية ولمس ثدييها، ولكنها رفضت واستفسرت منه عن سبب طلبه هذا فقال لها إن عورة المرأة أمام محارمها هي من السرة إلى الركبة وإن الفم والثدى ليسا بعورة وإن كل ما ليس بعورة يجوز رؤيته أو لمسه بدون شهوة وأنه لا يطلب ذلك بدافع الشهوة وإنما بدافع الألفة والحنان والحب الأبوى وأنها مثل ابنته وقد تناقشت مع زوجتي في هذا الأمر ولذلك أسأل: هل كل ما ليس بعورة يجوز رؤيته أو لمسه؟ وهل يجوز أن تكشف زوجتي ثدييها لوالدي عندما يطلب ذلك؟ وهل يجوز له تقبيلها من الفم بدون شهوة بدافع الحنان الأبوي؟ وهل يجوز له لمس ثدييها بدون شهوة؟ مع العلم أنني لا أشك إطلاقا في نوايا والدي فهو رجل فاضل ومتدين ويعامل زوجتي مثل ابنته والجميع يشيد بأخلاقه وتدينه ومما زادني ثقة في ذلك أنه يطلب ذلك من زوجتي في العلن وليس في السر أو في الخلوة، الرجاء الرد في أسرع وقت.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لولدك تقبيل زوجتك في فمها، لأن ذلك لا يباح إلا للزوجين فحسب، يقول الإمام أحمد رحمه الله: لا بأس للقادم من سفر بتقبيل ذوات محارمه إذا لم يخف على نفسه، لكن لا على الفم، بل الجبهة والرأس.

وجاء في كتاب الآداب الشرعية لابن مفلح الحنبلي: قال ابن منصور لأبي عبد الله الإمام أحمد بن حنبل: يقبل الرجل ذات محرم منه؟ قال: إذا قدم من سفر ولم يخف على نفسه، ثم قال بعد ذلك: ولكن لا يفعله على الفم أبدا الجبهة أو الرأس. انتهى كلامه بتصرف.

وجاء في الإقناع في الفقه الحنبلي: ولا بأس للقادم من سفر بتقبيل ذوات المحارم إذا لم يخف على نفسه، لكن لا يفعله على الفم، بل الجبهة والرأس. انتهى.

كما يحرم عليه لمس ثديها أوالنظر إليه ولو أمنت الفتنة، لأن الثدي من المرأة عورة حتى مع محارمها، وإنما يباح له لمس أطرافها كالرأس والذراعين والقدمين إن أمنت الفتنة، ولا يجوز له النظر إلى ما سوى ذلك، وعليه فلا يجوز لأبيك فعل ذلك ولا يجوز لزوجتك تمكينه منه وينبغي أن يبين له حرمة ذلك مهما كانت نيته ومقصده وحتى بناته لا يباح له تقبيلهن على الفم أولمس أثدائهن قصدا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني