الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متى يقام حد القذف وكيف يتوب القاذف

السؤال

حدثت مشكلة كبيرة بيني وبين زوجتي وقمت بسبها ولعنها وكذلك سب أبيها، حيث إنه السبب في المشكلة، لأنه يقوم بتحريض ابنته على عصيان زوجها من وقت لآخر فقلت لها بالحرف الواحد: أصل أبيك هذا أمه زانية به ـ وقد كررتها أكثر من مرة، فهل هذا يعد قذفا؟ وهل يستوجب حد القذف؟ وإذا كان كذلك فماذا أفعل لتنفيذ حد القذف؟ علما بأنني قلت ذلك فقط لغيظها وكيدها وأعلم تماما أن أباها شريف وأمه شريفة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أن السبّ والقذف أمر محرم مناف لخلق المؤمن، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البذيء. رواه الترمذي.

ولا ريب في كون العبارة التي تلفظت بها في حق أم والد زوجتك قذفا صريحا لها، وقذف المحصنات من أكبر الكبائر، وهو يوجب الحد على القاذف إذا طالب المقذوف، أو وليه إذا كان ميتا، قال ابن قدامة رحمه الله: وإن قذفت أمه وهي ميتة، مسلمة كانت أو كافرة، حرة أو أمة، حد القاذف إذا طالب الابن، وكان حرا مسلما، أما إذا قذفت وهي في الحياة، فليس لولدها المطالبة، لأن الحق لها.

أما إذا لم يطالب المقذوف فلا يقام الحد على القاذف، قال ابن قدامة رحمه الله: .. وجملته أن يعتبر لإقامة الحد بعد تمام القذف بشروطه شرطان، أحدهما: مطالبة المقذوف، لأنه حق له، فلا يستوفى قبل طلبه.

فالواجب عليك التوبة إلى الله، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه مع استحلال صاحب الحق من حقه، فإن كان والد زوجتك ـ أو أمه إن كانت حية ـ قد علم بالقذف فعليك استحلاله منه وأما إن لم لم يكن علم بذلك فيكفي أن تكذب نفسك أمام زوجتك، قال ابن القيم: ولذلك كان الصحيح من القولين أن توبة القاذف إكذابه نفسه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني