الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشرك الأكبر مسبة للرب تعالى

السؤال

قرأت في كتاب التوحيد أن من قبح الشرك كونه مسبة لله عز وجل -فما معنى ذلك؟ وما معنى المسبة هنا؟ وهل الشرك المقصود به هنا الشرك الأكبر فقط أم أيضا الأصغر؟ وإذا كان يتضمن الشرك الأصغر هل إذا أشرك الإنسان شركا أصغر وهو في ذهنه أنه مسبة لله هل يكفر بذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هذه الفائدة في باب الدعاء إلى شهادة ألا إله إلا الله وقول الله تعالى: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله الآية. وتؤخذ هذه الفائدة من قوله تعالى: وما أنا من المشركين ، بعد قوله: وسبحان الله . قاله الشيخ ابن عثيمين. والمراد هنا الشرك الأكبر بلا شك، وكونه مسبة لله تعالى ظاهر غاية الظهور، فإن المشرك يجعل لله ندا يصرف له العبادة فهو متنقص لله تعالى بزعمه أن له سبحانه شريكا يستحق أن تصرف له العبادات دونه، ولذا كان من دلائل حسن التوحيد أنه تنزيه لله عن المسبة كما قاله الشيخ في الفائدة قبلها. فالموحد منزه لله تعالى وإن ارتكب شيئا من المعاصي أو حتى من الشرك الأصغر، وأما المشرك فإنه يسب بشركه ربه تعالى ويتنقصه أيما تنقص.

هذا ونحن نحذرك من الوسوسة في هذا الباب فإنها تفضي إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني