الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتحلل المرء من اتهامه لمن هو بريء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدينا مكتب خاص ومنذ زمن قامت أمي عن طريق الخطأ واتهمت شخصاً بسرقة مبلغ من المال من مكتبها الخاص وعلى أثر ذلك تم طرده من المكتب ثم بعد فترة طويلة تم اكتشاف أن شخصا آخر سرق هذا المبلغ وانقطعت العلاقة بهذا الشخص المظلوم فماذا تفعل أمي حتى تريح ضميرها؟ مع العلم بأنه بكثير من المجهود يمكن الوصول لهذا الشخص علماً بأن هذا الموضوع مر عليه فترة كبيرة من الوقت. جزاكم الله خيراً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا شك أن ما أقدمت عليه والدة السائل باتهام العامل قد نال من سمعته وأمانته بين الناس، خاصة إن كان ممن شوهد منه الستر والصلاة، وأونست منه الأمانة في الظاهر، إذ رمي مثل هذا الشخص بالسرقة حرام، لأنه نيل من عرض المسلم من غير تثبت فيما نسب إليه، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) [الأحزاب:58].
وكما في مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه".
وعليه، فإن على هذه المرأة أن تتوب إلى الله، ثم تقوم ببذل الوسع في الاتصال بالعامل ليحللها مما سببته له من الأذية، ولو بذلت له مبلغاً مالياً جبراً لخاطره وتعويضا عما سببه اتهامها له بالباطل لكان ذلك أولى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني