الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع قراءة القرآن مع كونه يشك فيما يقرؤه

السؤال

سؤالي عن حفظ القرآن الكريم فعندما أحفظ وأقوم باسترجاع ما حفظته تحدث عندي شكوك في التشكيل بحيث تكون الكلمة صحيحة ولكن لا أتذكر هل هي مرفوعة أم منصوبة، فمثلا: في سورة هود: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها ـ لا أتذكر هل رزقها بفتح القاف أم بكسرها أم بضمها وهكذا، فهل أكون آثما في هذه الحالة مع العلم أنني لا أؤم المصلين فيسمعون الخطأ أو أقرأ لأحد فهو حفظ لي فقط وغير متيسر لي حاليا الذهاب لشيخ للتعلم بسبب ظروف العمل وشكرا، فهل أحفظ هكذا أم فيه إثم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أنه لا يجوز لك تعمد القراءة مع الشك فيما تقرؤه، بل لا بد أن تكون متيقنا صحة ما تقرؤه أو يكون عندك غلبة ظن بصحته، وقد سئل الفقيه ابن حجر المكي ـ رحمه الله ـ عَمَّا لَو شكَّ فِي شَيْء من الْقُرْآن حَال التِّلَاوَة أهوَ بِالْيَاءِ أَو هُوَ بِالتَّاءِ، أَو هُوَ وَقَالَ أَو فَقَالَ هَل لَهُ أَن يقرأه من غير تَيَقّن حَقِيقَة ذَلِك أم لَا؟ فَأجَاب بقوله: إِنَّه لَا يجوز لَهُ الْقِرَاءَة مَعَ الشَّك الْمَذْكُور حَتَّى يغلب على ظَنّه الصَّوَاب. انتهى.

والذي ننصحك به إذا كنت لا تستطيع الذهاب إلى شيخ يحفظك أن تكثر من سماع القرآن عبر الأشرطة والأقراص المدمجة ونحوها للمشايخ والقراء المتقنين فإن ذلك يعينك جدا على ضبط ألفاظ القرآن، واستمر في حفظ القرآن مراعيا ما أوصيناك به فتضبط كل جزء تريد حفظه عن طريق تكرار سماعه من قارئ متقن فيتيسر عليك الحفظ ولا تقع في تلك الأخطاء بإذن الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني