الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إمساكك زوجتك كارهاً عسى أن يكون فيه خير كثير

السؤال

لا أطيق معاشرة زوجتي منذ زواجنا تقريبا ولكن لم أطلقها شفقة بها ولا يمكنني الزواج من ثانية لضيق الإمكانيات وأنا صابر ومحتسب عند الله هل في هذا معصية لله ولرسوله؟ أكرر لا أطيقها البتة لعيوب فيها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالأصل أن تكون العلاقة بين الزوجين مبنية على الود والحب، لقول الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم:21].
لكن النفوس البشرية ليست ذات طبيعة واحدة متآلفة، فقد ينشأ من اختلاف الطبائع النفور والكراهية بين الزوجين، فإذا وقعت الكراهية من الزوج لزوجته، فإن الله تعالى يرشده إلى الصبر والتأني وألا يسارع إلى طلاقها، فعسى أن يكون صبره مع الكراهة فيه خير كثير في الدنيا والآخرة.
يقول الله تعالى: (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) [النساء:19].
قال ابن عباس: هو أن يعطف عليها، فيرزق منها ولداً، ويكون في ذلك الولد خير كثير. تفسير القرآن لابن كثير.
ويقول الزمخشري في قوله تعالى (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ): فلا تفارقوهن لكراهة الأنفس وحدها، فربما كرهت النفس ما هو أصلح في الدين وأحمد وأدنى إلى الخير، وأحبت ما هو بضد ذلك. الكشاف (1/514).
والله تعالى لم يوجب عليك حب زوجتك، ولكن أوجب عليك معاشرتها بالمعروف وهو أن تنصفها في المبيت والنفقة والإجمال في القول، فإذا أمسكتها مع أداء حقوقها، فأنت مأجور إن شاء الله، وعسى الله أن يجعل فيها خيراً كثيراً.
والله أعلم.



مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني