الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغير عاطفة الزوجة تجاه زوجها لهذا الأمر مما لا ينبغي

السؤال

أقيم مع زوجي ببلد أوروبي وحججنا العام الماضي وأثناء ذلك مررنا ببلدنا العربي والآن أخي سيتزوج في بلدنا وأود بشدة أن أحضر هذا العرس لأنه أول من يتزوج من إخوتي وزوجي يرفض أن أسافر بحجة أنني زرت أهلي أثناء الحج وأن مصاريف السفر كثيرة علما بأنه ميسور الحال والحمد لله وأنا أشعر بأنني أفقد عاطفتي نحو زوجي بسبب موقفه هذا. أفيدوني ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن العلاقة الزوجية مبناها على المودة والوفاق، وأساسها التفاهم والمشاورة، فالله تعالى أرشد الزوجين إلى ألا يفطما ولدهما إلا عن تراض منهما وتشاور بينهما. قال تعالى:فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا [البقرة:233]. فكيف بما هو أهم من ذلك؟
فهذا تعليم من الله سبحانه وتعالى وتوجيه للزوجين أن يتفاهما ويتشاورا في أمورهما كلها، فإن ذلك أدعى لحصول الأساس الذي قامت عليه العلاقة الزوجية.
والسفر من الأمور المهمة التي لا بد فيها من التروي والتمهل لما فيه من المشقة والتعرض للخطر والتكاليف المالية..... ويكون أصعب إذا كان يؤدي إلى الفراق بينهما.
وقد ذكرت الأخت السائلة أنهما زارا أهلها في السنة الماضية وأنهما أديا فريضة الحج، وهذا ربما يؤثر على ميزانية زوجك ولو كان ميسور الحال، فأنت أقرب إليه وأولى من يعذره، أو يلتمس له أحسن المخارج.
والزوج ليس مكلفاً شرعاً بتحمل تكاليف الحج ولكنه إذا فعل ذلك متبرعاً مشكوراً فجزاه الله خيراً.
والحاصل أن على السائلة أن تتفهم هذه الأمور وتتفاهم مع زوجها علىأساسها فهي وحدها التي تدرك حقيقة أمره، وتستطيع إقناعه بما فيه مصلحتهما ومصلحة أبنائها، وإذا لم يوافق على ما تريد من زيارة أهلها فلا يسوغ لها ذلك بغضه ولا الانتقاص من حقوقه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني