الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بر الزوج بأهله لا يعني ظلم الزوجة وإجبارها على خدمتهم

السؤال

أنا متزوجة منذ سنة ولم أرزق بأطفال وأعيش مع أهل زوجي، لأنه مسافر وغير مرتاحة معهم نهائيا، وتعيش في البيت أخته المتزوجة ومعها طفلة ومقيمة عندنا، وله أخت متزوجة وعندها طفلان وتقضي معنا نصف الأسبوع وتركت ولدها عندنا ـ إقامة دائمة ـ وزوجي هو الوحيد الذي يقوم بالمصاريف في البيت، لأن والده لا يعمل وهو بصحة جيدة جدا، لكنه لا يريد أن يعمل، بل يريد أن يجلس ليلا ونهارا أمام التلفزيون، ومشكلتي أن زوجي يفرض علي أن أقوم بكل شغل المنزل وعمل الأكل ويقول لي لا أريد أمي ولا إخوتي أن يفعلوا شيئا وإن نزل صباحا لا أخرج إلا بالليل، وهذا يتعبني، وأبوه يتحكم في، وإن ذهبت إلى أهلي أقوم بالاستئذان منه ويقوم بالتحكم في، وكأنني متزوجة من والده، وعندما أقول له لا بد أن أسمع كلامك أنت، يقول لي أبي هو الذي يسمع كلامه، وأبوه سليط اللسان وعندما أقول له ذلك يغضب ويهددني بالطلاق، بدأت أكره زوجي وأهله وأدعو الله أن يخلصني من أهله حتى أرتاح في العيش معه وأخاف أن أحمل منه وكلما أقول له إنني تعبانة من هذا النظام يقول لي هذه هي حياتي، وأفكر دائما بالانفصال، لكنني أخاف من أهلي ومن نظرة الناس للمطلقة، فماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حق لزوجك في إجبارك على خدمة أهله، ولا يلزمك طاعته في ذلك إلا أن تفعلي ذلك تبرعا وإحسانا إلى زوجك وأهله. وانظري الفتويين رقم: 33290، ورقم: 66237.

كما أن رضاه بإساءة أبيه إليك وأمره لك بطاعته كطاعة الزوج وتهديده لك بالطلاق كل ذلك ظلم وسوء عشرة، والواجب عليه أن يتقي الله ويقف عند حدوده ولا يظلمك إرضاء لأهله، فالظلم ظلمات يوم القيامة، والذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك برفق وتبيني له أن خدمة أهله ليست واجبة عليك، وأن حرصه على بر أهله لا يسوغ له ظلم زوجته وتحميلها ما لا تطيق. ويمكنك توسيط بعض الصالحين من الأقارب أو غيرهم من أهل الدين والمروءة، فإن لم يفد ذلك فحكم من أهله وحكم من أهلك، كما قال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا { النساء: 35}.

فإن لم ينفع ذلك فينبغي أن تتشاوري مع العقلاء من أهلك و توازني بين ضرر الطلاق وضرر بقائك معه، وتختاري ما فيه أخفّ الضررين، ونوصيك بالاستعانة بالله وكثرة دعائه فإنّه قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني