الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آثار الوساوس الضارة وعلاجها

السؤال

يا شيخ، أعاني من شهرين تقريبا من غازات تأتيني وقت الصلاة، ليس كل الصلوات، بمعنى تأتي صلاة الفجر، والظهر، والعصر. وبعد أن أقضي حاجتي. تذهب في بعض الأوقات -وفي الغالب تأتي. وبعد الصلاة لا أشعر بالغازات.
الغازات التي أشعر بها في الصلاة بلا صوت ولا رائحة، فقط إحساس، وقرقرة في البطن. أنا أعاني من الوسواس، ولكن هذه الغازات أحس بخروجها حقيقة بدون صوت ولا رائحة، لا أعلم هل هي وسواس أم حقيقة فأعيد الصلاة.
تعبت من إعادة الصلاة. وأنا طالبة جامعية، تأتي صلوات أصليها في الجامعة مثل الظهر والعصر، وعند ما أصليها أشعر بغازات فأضطر لإعادتها في المنزل. وبعض الأوقات أعيدها أكثر من مرتين. وهذا يشق علي، بالإضافه للوسواس وخاصة الإطالة في دورة وسورة الفاتحة أعيدها وأعيدها في الصلاة، وأضطر إلى أن أحمل مصحفا معي لأجلها كأني لا أحفظها ! ، أخاف أن أنسى آية أو ما شابه.
أحاول التغافل ولكن لا أستطيع، الوسواس سيكمل 4 سنوات معي ماذا أفعل؟
دعواتكم لي جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالإحساس بخروج هذه الغازات من أثر الوسواس الذي تعانين منه فلا تلتفتي إليها، ولا تقطعي الصلاة، ولا تعيدها لأجلها، بل أعرضي عنها فإنها خيالات يلقيها الشيطان في قلبك ليفسد عليك عبادتك، وعلاج ذلك في الإعراض عنه، فإن الالتفات إلى الوسوسة يفتح أبواب الشر، ويسبب المشقة والحرج، وهما مرفوعان عن هذه الأمة والحمد لله، وانظري الفتوى رقم: 134196. والفتوى رقم: 151647، لمزيد الفائدة.

ومن أثر الوسواس الإطالة في دورة المياه زيادة على الحاجة فلا ينبغي ذلك، بل الذي ينبغي بعد قضاء الحاجة هوالاستنجاء بصورة طبيعية، ثم الانصراف دون طول المكث لغير حاجة لما قد يترتب على ذلك من مخاطر صحية.

قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: وطول المكث على قضاء الحاجة يولد الداء الدوي. انتهى.

وإذا تم الاستنجاء فلا يشرع التفتيش ولا التكلف، لأن ذلك يوقع في الحرج والضيق، والله عز وجل لم يكلف بذلك ولا يرضاه للمسلم، فاتقي الله وأعرضي عن وساوس الشيطان، وانظري للفائدة الفتوى رقم: 124212.
ومن أثر الوسواس كثرة الشك في القراءة، وإعادة سورة الفاتحة والخوف من النسيان، وحمل المصحف مع حفظ السورة. كل ذلك من الوسواس فيتعين عليك الإعراض عنه جملة، ثم المضي في الصلاة والقراءة بصورة عادية، ولا تعيدي قراءة شيء لمجرد الوسوسة، واعتبري قراءتك صحيحة, لأن الشك المذكور وسواس من الشيطان ليفسد عليك صلاتك، وأحسن علاج له ألا يلتفت إليه إطلاقاً، والعلماء يقولون: لا عبرة بشك من كثرت شكوكه، وانظري الفتوى رقم: 73810.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني