الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحق للزوج منع زوجته من اصطحاب ابنته عند زيارتها لأهلها

السؤال

حدثت مشاكل بين أهلي وزوجي ترتب عليها أن زوجي لا يريد أن يتعامل مع أهلي نهائيا، وأهلي يرون كيف أن زوجي لا يتصل بهم ويكلمهم ويرون في هذا أنه لا يحترمهم. ولقد حاولت معه ولكنه رافض تماما بعد المشكلة الأخيرة. وأهلي يسكنون في بلدة غير بلدتي وأسافر إليهم كل فترة؛ وحيث إنني أنجبت حديثا ورزقني الله بمولودة جميلة فزوجي لا يريد مني أن آخذ ابنتنا إلى بلدة أهلي و يقول لي إن أرادوا رؤيتها فبيتي مفتوح، وأهلي يريدون رؤيتها ولا يريدون دخول بيت زوجي حيث إنه في نظرهم لا يحترمهم. أشيروا عليّ وأفتوني حيث إني لم أبلغ أهلي بعد أن زوجي لا يرغب في سفر ابنتي إليهم وقد يقاطعونني لهذا السبب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر –والله أعلم- أن لزوجك منعك من اصطحاب ابنتك لأجل زيارتها لأهلك مادام لا يمنعهم من زيارتها في بيته فقد نص الفقهاء على أن البنت إذا كانت في حضانة الأب فله منعها من زيارة أمها ، قال النووي (رحمه الله) : " وَلَهُ مَنْعُ الْأُنْثَى مِنْ زِيَارَةِ الْأُمِّ، فَإِنْ شَاءَتِ الْأُمُّ، خَرَجَتْ إِلَيْهَا لِلزِّيَارَةِ، لِأَنَّهَا أَوْلَى بِالْخُرُوجِ لِسِنِّهَا وَخِبْرَتِهَا " روضة الطالبين وعمدة المفتين (9/ 104)

وهذه المسألة مثل تلك المسألة أو أولى.

والذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك برفق وتبيني له أن من حسن المعاشرة بين الزوجين أن يحسن كل منهما إلى أهل الآخر ويتجاوز عن هفواتهم ، فإن لم يستجب وأصر على منعك من اصطحاب البنت فإن استطعت ألا تخبري أهلك بسبب ترك البنت فهذا حسن، ويمكنك في سبيل ذلك استعمال التورية والتعريض. وانظري بيان ذلك في الفتوى رقم : 68919.
وإذا لم تقدري على ذلك ولم يكن بد من معرفتهم بحقيقة الأمر فلا حق لهم في مقاطعتك من أجل ذلك، ولا يضرك غضبهم منك حينئذ لأنك معذورة.
وعلى أية حال فينبغي أن تجتهدي في إصلاح العلاقة بين زوجك وأهلك، ويجوز في سبيل الإصلاح بينهما إخبار كل منهما بكلام يجلب المودة بينهما ويذهب الشحناء –وإن لم يكن واقعا- وليس ذلك من الكذب المذموم ، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِى يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِى خَيْرًا " رواه مسلم.

ويمكنك التواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني