الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا يفعل مع أخيه الأكبر إذا لم يتقبل نصحه

السؤال

أخي يصلي في البيت, ولا يصلي جماعة, مع أني أحضرت له أوراقًا فيها قول الشيخ ابن باز وغيره - رحمهم الله - في وجوب صلاة الجماعة للرجال, ولكنه متكبر, والمشكلة أنه أكبر مني بسبع سنين, فمن الصعب عليه أن يسمع نصيحتي؛ لأنه يراني صغيرًا - عمري 17 سنة -، كما أنه يؤخر الصلاة عن وقتها في البيت, ولا يصليها في أوقاتها, وأحيانًا ينام عن صلاة الفجر أو الظهر, ويشاهد التلفاز, ويسمع الأغاني, وغيرها من المعاصي - نسأل الله العافية - وإن أيقظته ينام مرة أخرى, وأحيانًا يغضب مني غضبًا شديدًا؛ فأضطر أن أغادر البيت مبكرًا إلى الصلاة حتى لا أشهد أنه نائم عن الصلاة - إن استطعت - وأنا أعلم أني إن أيقظته فلن يستيقظ, وقد يغضب ويعاند, وأنا أخاف أن يعاند في المعاصي فيترك الصلاة كلية مثلًا؛ لذلك هجرته, وأصبحت لا أكلمه, فهل يعتبر الهجر هنا من سوء الأدب مع الأخ الكبير ويعتبر قطيعة رحم؟
وماذا أفعل الآن؟ هل أنصحه فقط أم أهجره وأكون قد فعلت ما عليّ؟ وهل أجلس في البيت وقت نومه عن الصلاة أم أغادر إن استطعت - أذهب لأذاكر دروسي في المسجد -؟ وإن قال لي أبي: اجلس معه للأكل فهل أطيع أبي؟ وإن منعني أبي من التبكير - حتى لا أشهد أنه نائم عن الصلاة أو تارك الجماعة - هل أطيع أبي في هذا؟ مع العلم أني قد ذكرت لأبي بأسلوب لين ورفق أنه مسئول عن أخي أمام الله؛ لأنه لا يوقظه للصلاة عندما ينام أو يؤخرها أو يترك الجماعة.
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فزادك الله حرصًا على الخير، ثم اعلم أن الواجب عليك إنما هو مناصحة أخيك بلين ورفق, وأن تبين له خطورة ما هو مقيم عليه من المعاصي, وأنه يعرض نفسه بذلك لسخط الله وعقوبته، فإذا فعلت هذا فقد أديت ما عليك, وبرئت ذمتك، ولا تأثم بجلوسك في البيت وهو نائم, وينبغي أن تجتهد في إيقاظه ليؤدي الصلاة في وقتها ما أمكن.

وأما هجرك له: فإن كان فيه انزجاره وكفه عن هذه المعاصي فهو مشروع, وليس من قطيعة الرحم، والذي ينبغي أن تفعل ما هو أصلح، فإن كان ينزجر بالهجر هجرته, وإن لم يكن يؤثر فيه الهجر فعليك بمخالطته, والترفق له, ومعاملته بالتي هي أحسن, علَّ الله أن يهديه سواء السبيل، وانظر الفتوى رقم: 157935.

واعلم أن وجوب الجماعة في المسجد مختلف فيه بين العلماء، وقد بينا ما هو الراجح عندنا في هذه المسألة في الفتوى رقم: 128394.

وينبغي لك أن تطيع أباك في الجلوس مع أخيك للأكل وغيره لما فيه من بر الوالد.

وأما التبكير للصلاة فهو مستحب, فإن أمكنك أن تقنعه بخروجك للصلاة مبكرًا فحسن, وإلا فلا ينبغي لك أن تعصيه في هذا الأمر، وانظر الفتوى رقم: 131171.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني