الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى مراعاة الترتيب في قضاء الفوائت

السؤال

يجب مراعاة الترتيب في قضاء الفوائت، فما المقصود بالترتيب؟ وهل يجب أن تقضى الصلوات في اليوم الواحد حسب الاستطاعة؟ أم يجوز أن أقضي في اليوم الأول صلاتين, وفي اليوم التالي لا أقضى شيئًا, ثم في الذي يليه أقضي صلاة, وهكذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أن الترتيب في الفوائت المقصود به أن يأتي بها مرتبة بحسب فواتها, فالذي فات أولًا يقضى أولًا, ثم الذي كان فواته بعد الأول, وهكذا, وقد اختلف أهل العلم في لزوم الترتيب لمن فاتته عدة صلوات, وانظر فتوانا رقم: 184615.

أما عن كيفية قضاء فوائت الصلاة فهي: أن يصلي كل يوم زيادة على الصلوات الخمس الحاضرة ما يستطيع في أي ساعة من ليل أو نهار, ثم يستمر على ذلك حتى يقضي ما عليه من الصلوات إن علم عدده، فإن لم يعلم عدده قضى ما يغلب على ظنه أنه يفي بذلك، وبذلك تبرأ ذمته ـ إن شاء الله تعالى ـ قال ابن قدامة في المغني: إذا كثرت الفوائت عليه أن يتشاغل بالقضاء ما لم يلحقه مشقة في بدنه، أو ماله، أما بدنه فأن يضعف، أو يخاف المرض، وأما في المال فأن ينقطع عن التصرف في ماله بحيث ينقطع عن معاشه، أو يستضر بذلك, وقد نص أحمد على معنى هذا، فإن لم يعلم قدر ما عليه ,فإنه يعيد حتى يتيقن براءة ذمته، قال أحمد في رواية صالح في الرجل يضيع الصلاة: يعيد حتى لا يشك أنه قد جاء بما قد ضيع، فإن نسي صلاة من يوم لا يعلم عينها أعاد صلاة يوم وليلة، نص عليه، وهو قول أكثر أهل العلم, وذلك لأن التعيين شرط في صحة الصلاة المكتوبة, ولا يتوصل إلى ذلك ههنا إلا بإعادة الصلوات الخمس فلزمه.

وعليه: فيلزمك القضاء كل يوم حسب استطاعتك, وانظر فتاوانا التالية: 152031. 176951. وما فيها من إحالات, وراجع لمزيد الفائدة فتوانا رقم: 191317.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني