الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يُقبل الدعاء لمن لا يصلي

السؤال

هل صحيح أنه لا يقبل الدعاء بالخير لشخص لا يصلي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان تارك الصلاة جاحدًا لوجوبها فإنه كافر بإجماع المسلمين، والدعاء للكافر إذا كان بالمغفرة والرحمة لا يقبل ولا يجوز؛ لقول الله تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {التوبة:113} وانظر الفتوى رقم: 14165.

أما الدعاء له بالمنافع الدنيوية فلا حرج فيه إذا لم يكن محاربًا أو معاديًا للإسلام والمسلمين؛ لما في حديث: إذا دعوتم لأحد من اليهود والنصارى فقولوا: أكثر الله مالك وولدك. رواه ابن عدي, وابن عساكر, وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة، وجاء في تحفة المحتاج للهيتمي وحاشية الجمل في الفقه الشافعي: وَيَجُوزُ الدُّعَاءُ لِلْكَافِرِ بِنَحْوِ صِحَّةِ الْبَدَنِ وَالْهِدَايَةِ. وانظر الفتوى: 18298.

أما إن كان مقرًا بوجوب الصلاة لكنه يتركها تكاسلًا عن أدائها, فالكثير من أهل العلم لا يرى أنه كافر.

وعليه: فيصح الدعاء له، ويقبل إذا توفرت شروط الإجابة كالإخلاص, وحضور القلب, وانتفت موانعه كأكل الحرام, وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى: 75119.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني