الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مطالبة الزوجة زوجها بمسكن خاص بعد رضاها بالسكن مع أهله

السؤال

أنا متزوجة منذ قرابة السنة، ومعي ‏طفلة عمرها شهران، اضطررنا ‏للعيش مع أهل زوجي لضيق حالنا ‏المادي، ونسكن معهم منذ 3 أشهر، ولكني لا أستطيع الاستمرار لأسباب ‏منها: أني لا أحس أنه بيتي، ولا آخذ ‏راحتي فيه، وحماتي تدخل غرفتي و‏تقول لي رتبيها. ومرات تدق الباب وتدخل دون أن آذن لها، وتدخل ‏حمامي وتغسل غسيلي، مما يجعلني ‏أبدو مقصرة أمام زوجي (مع العلم أن ‏معاملتهم حسنة معي) ولا أستطيع أن ‏أتكلم لكي لا أبدو قليلة الأدب معها، أو ‏مع زوجي. ‏
أنا على خلاف مع زوجي، لأنه يقول ‏إني لا أقوم بواجباتي الزوجية بحجة ‏أني كنت حاملا، والآن أسهر مع ‏ابنتي وأتعب جدا، ولا أستطيع أن ‏أقوم بمعظم الأعمال. ‏
وأنا أريد مسكنا مستقلا، مع العلم أن ‏زوجي حاليا لا يقدر، وأنا عند أهلي ‏حاليا. ‏
هل يحق لي أن أطلب مسكنا، وأن لا ‏أخرج من منزل أهلي إلا على مسكن ‏مستقل أم إني أقسو عليه؟؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان زوجك قد شرط عليك أن يسكنك مع أهله، ورضيت بذلك، فلا حق لك في مطالبة زوجك بمسكن آخر، ولا سيما إذا كان غير قادر على ذلك.

قال ابن تيمية (رحمه الله): ومَنْ شرط لها أن يسكنها منزل أبيه، فسكنت، ثم طلبت سكنى منفردة وهو عاجز لم يلزمه ما عجز عنه، بل لو كان قادراً فليس لها عند مالك، وهو أحد القولين في مذهب الإمام أحمد وغيره، غير ما شرط لها. الاختيارات الفقهية.

أما إذا لم يكن زوجك قد اشترط عليك السكن مع أهله، أو كان في مساكنة أهله ضرر عليك، فمن حقك حينئذ المطالبة بمسكن مستقل، وانظري الفتوى رقم: 28860.
والأولى بكل حال مراعاة حال الزوج والصبر عليه وعلى أهله، فذلك من مكارم الأخلاق، ومن كمال العشرة بالمعروف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني