الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإحسان إلى الوالد واجب شرعي وإن أساء

السؤال

كيف أتعامل مع والدي الذي يسخر مني لمرض قد ألمَّ بي؟ وعندما أشعر بالقهر لا أستطيع أن أنظر إليه, ولا أتحدث إليه, وقد يصدر عني كلام جارح له وقت ذلك, لكن الله تعالى يردني, وأعود لأتحدث معه, فهل أعتبر عاقًّا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب أن بر الوالدين والإحسان إليهما من الأمور الواجبة المتحتمة, وإن أساء الوالدان فتقابل إساءتهما بالإحسان, قال تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا. {لقمان:15}.

وروى مسلم عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت: قدمت عليّ أمي وهي مشركة في عهد قريش, فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله, قدمت علي أمي - وهي مشركة - راغبة, أفأصل أمي؟ قال: نعم، صلي أمك.

فلا تردي سخرية والدك منك بكلام جارح له, ولا تتضجري منه, أو تؤذيه بترك الحديث معه, ونحو ذلك, فإنه عقوق, ولكن انصحيه بالرفق والحكمة أن لا يفعل ذلك, والزمي الصبر على تصرفاته، وصاحبيه بالمعروف - ولو أساء - لعظم حقه عليك, وانظري فتوانا رقم: 116557.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني