الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التصرف مع المشارك في السكن إذا بدا منه تصرف شاذ

السؤال

جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من خدمة للإسلام والمسلمين، وحتى لا أطيل عليكم سؤالي يتعلق بصديقة لي تسكن معي في نفس السكن فنحن ثلاث طالبات، قامت إحداهن مؤخرا بالتحرش بصديقتي ووصلت إلى درجة اللمس والقبل وما إلى ذلك، وصديقتي هذه فتاة أعرفها بالتزامها وحسن خلقها، ولكن الفتاة الأخرى تصغرنا بسنوات وأنا لا أتعامل معها كثيرا فهي خجولة وغالبا منزوية، وعندما حدثتني صديقتي بما فعلت معها هذه الفتاة استغربت جدا، ولكنني قلت لها هذا حرام، ويجب أن أتحدث إليها في هذا الشأن ويجب أن تخرج من السكن، ولكنها أخذت مني عهدا ألا أتكلم معها، ثم تحدثت صديقتي إليها وأفهمتها أن ما فعلته من الخطأ الكبير، واعتذرت لها ووعدتها ألا تفعل ذلك، ولكنني ما زلت مصرة على أن تخرج من السكن الذي نحن فيه، ولم أشعر أن هناك تغييرا من قبل الفتاة جديا، فهي غالبا ما تسمعها كلمات العشق والغرام، وأنا لا أطيق ذلك ووبختها أكثر من مرة، أنا لا أريد أن أظلمها، فأرشدوني كيف أتصرف تجاهها، وهل نظرتي إليها بأنها مصابة بنوع من الشذوذ ظلم في حقها؟ وماذا أفعل؟ أرشدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الأمر مجرد ظنون وأوهام فلا يجوز اتهام هذه الفتاة بالشذوذ، فالواجب إحسان الظن بالمسلمين وحمل ما يظهر من أقوالهم وأفعالهم على أحسن الوجوه، وأما إن كانت الريبة ظاهرة في أفعالها مع صديقتها فالواجب نهيها عن المنكر، وإذا لم ترجع عن تلك الأفعال فعلى صديقتها أن تجتنب مخالطتها، وإذا لم ترتدع إلا برفع أمرها إلى من يردعها وجب رفع الأمر إليه، وإذا تابت ولم تظهر منها ريبة فالتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، واعلمي أنه لا يحق لك إخراج هذه الفتاة من السكن إذا كان المسكن غير مملوك لك أو كانت الفتاة مستأجرة للسكن ومدة الإجارة لم تنته بعد، وانظري الفتوى رقم: 74220. وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 36372.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني