الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دلك أعضاء الوضوء يجب في بعض الحالات

السؤال

جلدي جاف جدا وعندما أتوضأ يجب علي أن أدلك كل جزء من أعضاء الوضوء حتى يثبت الماء على العضو ويبدو عليه حتى لا يسيل عليه فقط، ولأطمئن من وصول الماء إلى الأعضاء، والمشكلة الآن أنني أتفقد كل عضو بعد غسله وقد أجد جزءا صغيرا مقدار عقلة أصبع جافا، فأحيانا ألمسه فقط بما في يدي من رطوبة، وأحيانا أتركه، لأنني أكون قد غسلت العضو ثلاث مرات تامة لكنني أظل أشك، فهل بذلك وضوئي صحيح؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فالدلك في الأصل مستحب وليس واجبا في قول جمهور أهل العلم، كما بيناه في الفتوى رقم: 126040.

ولكن إن علمت أن الماء ينزلق عن البشرة بسبب شدة جفافها فيمكن أن يتعين الدلك في هذه الحال ويصير واجبا, فقد قال العلماء القائلون باستحباب الدلك إنه يجب في بعض الحالات, جاء في المبدع في شرح المقنع لابن مفلح الحنبلي: فَإِنْ عَلِمَ أَنَّ الْمَاءَ لَمْ يَصِلْ إِلَى مَحَلِّهِ، فَيَجِبُ...اهـ.

وقال الزركشي في شرح مختصر الخرقي: قال أبو داود: سأل رجل أحمد ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ عن إمرار اليد، فقال: إذا اغتسل بماء بارد في الشتاء أمر يده، لأن الماء ينزلق عن البدن في الشتاء، لكن تعليله يقتضي المسنونية. اهـ.

ولكن مع ذلك ينبغي أن لا تبالغي فيه وتخرجي عن حد الاعتدال, وحتى من أوجبه من العلماء نبه على هذا الأمر, جاء في الشرح الصغير للدردير المالكي رحمه الله: وَيُنْدَبُ أَنْ يَكُونَ خَفِيفًا مَرَّةً وَاحِدَةً، وَيُكْرَهُ التَّشْدِيدُ وَالتَّكْرَارُ، لِمَا فِيهِ مِنْ التَّعَمُّقِ فِي الدِّينِ الْمُؤَدِّي لِلْوَسْوَسَةِ. اهـ.

فما دمت تمرين يدك على العضو ثلاث مرات عند الغسل، فهذا يكفي، ولا تفتحي على نفسك بابا للوسوسة يشق عليك إغلاقه بعدُ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني