الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصابة بالوسوسة أكثر من كونها مصابة بانفلات الريح

السؤال

أرجو من أحد الشيوخ والعلماء أن يحل لي مشكلتي: أعاني من القولون العصبي، ومن أعراضه انتفاخ البطن والغازات في البطن والقرقرة، وهذه الأعراض تزداد وقت صلاة الفجر ولا أستطيع أن أصلي الفجر بسبب هذا البلاء، وكل يوم أنا على هذا الحال، لأن الغازات تكون كثيرة في هذا الوقت وخفيفة ولا أستطيع إخراجها بالكامل إلى وقت الشروق، وأظل في الحمام أكثر من نصف ساعة ولا تخرج إلا في الصلاة، فهل لذلك أمتنع عن صلاة الفجر وأصلي الصبح بسبب الغازات؟ أم أصلي وهي تخرج مني؟ وكل ما أفعله أنني بعد ما أجد مشقة في الغازات أصلي معها الفجر والصبح ـ يعني أنني أصلي مرتين ـ هذا شق، والشق الثاني ولله الحمد فالغازات تخف، بل تكاد تكون قليلة جدا في باقي اليوم، ولكن كلما أهم بفرض أجد أن القولون يتهيج عندي وأجد ريحا خفيفا جدا يخرج مني ولا أستطيع أن أحدد هل هذا ينقض الوضوء أم لا؟ لأنه لا يسمع له صوت ولا تشم له رائحة، دون إرادة مني، وأنا متأكدة أنه يخرج مني فأعيد الوضوء والصلاة أكثر من 3-4 مرات للفرض الواحد، وأجد مشقة في ذلك وأصبحت الصلاة ثقيلة جدا علي، فهل أعتبر من أصحاب الأعذار أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فما ذكرته من وجود الغازات وخروج الريح ليس عذرا في ترك الصلاة, ومجرد الشعور بالغازات في البطن وقرقرتها واضطرابها والشك في خروجها، كل هذا لا ينتقض به الوضوء، وإنما ينتقض الوضوء بالتيقن من أنها خرجت، ولا نخفيك أننا نشعر بأنك مصابة بالوسوسة أكثر من كونك مصابة بانفلات الريح، ولو فرض أنك مصابة حقيقة بانفلات الريح بحيث لا تجدين وقتا تصلين فيه بطهارة صحيحة، فالأمر سهل ميسور ـ بإذن الله ـ وهو أنك تتوضئين بعد دخول وقت الصلاة وتصلين ولا يلزمك أكثر من هذا، ولا تعيدين الصلاة ولا الوضوء، إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وقد سبق أن أصدرنا عدة فتاوى في صلاة ووضوء المصاب بانفلات الريح وفيها غنية عن إعادة الكلام هنا، فانظري الفتاوى التالية أرقامها: 127214، 182321، 172437، 164425.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني