الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ماالمقصود بالعزل الوارد في هذا الحديث:"وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر قالوا حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني ربيعة عن محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز أنه قال: دخلت أنا وأبو صرمة على أبي سعيد الخدري فسأله أبو صرمة فقال يا أبا سعيد هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر العزل، فقال: نعم، غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بالمصطلق فسبينا كرائم العرب فطالت علينا العزبة ورغبنا في الفداء فأردنا أن نستمتع ونعزل فقلنا نفعل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا لا نسأله فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا عليكم أن لا تفعلوا ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون" رواه مسلم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن مجمل معنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا هو وأصحابه بني المصطلق وانتصروا عليهم وغنموا أموالهم واتخذوا نساءهم سبايا وكانوا لم يكونوا قريبي عهد بالنساء وأرادوا مضاجعة النساء بعد تقسيم الغنائم، ومن نيتهم أنهم يفدونهم بعد ذلك بالمال إذا رغب أهلهن في ذلك، ولم يجدوا وسيلة للجمع بين الأمرين إلا بواسطة العزل -ومعناه- وطء المرأة وإنزال المني خارج فرجها- تخوفاً من وقوع الحمل، فتشاوروا واستقر رأيهم على أن يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم المسألة؟ فقال لهم صلى الله عليه وسلم: لا عليكم أن لا تفعلوا ما كتب خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون. ومعنى -لا عليكم أن لا تفعلوا- لا حرج عليكم أن تفعلوا ذلك، أي أن تطؤوا وتعزلوا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني