الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تزويج الرجل أو المرأة ممن يريد في الجنة

السؤال

هل صحيح أن الله تعالى يوم القيامة يسأل أحدهم (الرجل) قبل أن يدخل الجنة: ماذا تريد ؟ وإذا قال له أريد أن أتزوج فلانة من الدنيا ( ولم تكن متزوجة في الدنيا) فإن الله يزوجه إياها في الجنة؟؟
وهل هذا يصح للمرأة أيضا أي هل تستطيع أن تطلب فلانا لتتزوجه في الآخرة؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا التفصيل الذي ذكرته يتوقف ثبوته على دليل من نصوص الوحي، وهو ما لم نطلع عليه بخصوصه فيما تيسر لنا البحث فيه من المراجع؛ فلم نقف على نص يثبت ما ذكرت أو ينفيه.
والذي لا شك فيه أن الإنسان إذا منَّ الله تعالى عليه بدخول الجنة - وهو ما ينبغي لكل مسلم أن يحرص عليه - فإنه يعطيه كل ما يشتهي وما يريد؛ لقوله تعالى: لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ {ق:35}. وقوله تعالى في الحديث القدسي المتفق عليه، واللفظ لمسلم: قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، مصداق ذلك في كتاب الله: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:17].

ولا مانع من أن يكون ضمن هذا النعيم زواج الرجل ممن يحب في الدنيا، إذا لم يكن لها زوج دخل الجنة، والمرأة كذلك؛ فكل من يدخل الجنة من الرجال والنساء يكون متزوجا كما روى مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وما في الجنة عزب. ولن يتزوج الإنسان في الجنة إلا بمن يحب؛ لأن الجنة دار كرامة ونعيم، وليس فيها ما يكره أو يكدر صفو نعيمها.
والمرأة تكون في الجنة لزوجها في الدنيا إذا دخل معها الجنة وإن لم يكن في درجتها، وإن تزوجت أكثر من مرة في الدنيا فإنها تكون لآخر أزواجها، أو لأحسنهم خلقا. كما سبق بيانه في الفتاوى أرقام: 2207 ، 200291 ، 19824 ، 164177.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني