الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التخلف عن سماع الخطبة لكون الخطيب يتوسل بجاه الأولياء

السؤال

أنا حالياً مغترب في الهند لغرض الدراسة، وتفاجأت بالعدد الكبير من المذاهب والاختلاف الواسع بينهم، حيث إن كل مسجد له وقت مختلف للصلاة، وفي كل يوم أصلي في أوقات مختلفة حسب المسجد الأقرب مني، فماذا يجب أن أفعل بهذا الخصوص؟
والأمر الآخر: صلاة الجمعة لا أفهم منها إلا القليل، وفيها الكثير من البدع، حيث الدعاء بأسماء أولياء الله، فصرت أحضر وقت الصلاة فقط، ولا أستمع للخطبة، فهل ما أفعله صحيح؟ وكيف أنصح أصدقائي بترك الذهاب إلى القبور والدعاء بأسماء الأولياء الصالحين على حسب قولهم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فأما عن أوقات الصلاة: فإنها تعرف بالعلامات التي نصبها الشارع أمارة عليها، وقد بيناها في الفتوى رقم: 32380.

فإن استطعت بنفسك أن تحدد أوقات الصلوات بناء على تلك العلامات فذاك، وإلا فقلد من تثق بدينه وعلمه من الأئمة والمؤذنين في البلد الذي أنت فيه, ومن المعلوم أن وقت الصلاة له أول وله آخر، فإن صليت في أحد المساجد أول الوقت ثم صليت في مسجد آخر في آخر الوقت، فهذا لا يضر ما دمت أوقعت الصلاة بعد دخول الوقت وقبل خروجه.
وأما الجمعة: فالأصل أنك مطالب بالسعي إليها عند سماع ندائها، لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ {الجمعة: 9}.

وأما كون الخطيب يتوسل إلى الله بجاه الأولياء أو بأسمائهم: فإن هذا التوسل بدعة، كما بيناه في عدة فتاوى كالفتوى رقم: 137349.

فإن وجدت خطيبا لا يقع في مثل هذه البدع فالصلاة خلفه أولى، وإن لم تجد فإنه لا رخصة لك في التخلف عن سماع الخطبة لأن حضورها واجب في المفتى به عندنا، كما بيناه في الفتوى رقم: 159429.

ووقوع الخطيب في بدعة غير مكفرة لا يُسوِّغ التخلف عن الجمعة، كما بيناه في الفتوى رقم: 120771.

وأما كيف تنصح أصدقائك؟ فإن كنت لا تحمل من العلم ما يؤهلك للجدال وإقامة الحجة، فالأفضل لك أن تُهديَهُم الكتب التي تتناول موضوع التوسل وبيان المشروع منه من الممنوع وتكون بهذا قد نصحتهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني