الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يدرك الجمعة من فاتته الركعة الأولى

السؤال

شخص يعاني أحياناً مما يسمى بالغازات أو الريح الذي ينقض الوضوء ـ ليس باستمرار ـ والمشكلة أنه أحياناً يأتي يوم الجمعة ولا ينفع معه دخول هذا الشخص للخلاء قبل الصلاة بفترة ومحاولة قضاء حاجته والمكوث في الخلاء لوقت ليس بالقصير على أمل أن يفرغ أمعاءه مما قد يسبب في هذه الغازات، وما يحدث أحياناً أنه قد يضطر بعد قضاء مدة غير قليلة في الخلاء دون إخراج شيء يُذكر، فيضطر للاغتسال للجمعة والذهاب للصلاة لقرب وقت الأذان، وهنا تحصل المشكلة أثناء الخطبة التي قد تستغرق نحو ساعة إلا ربعا، فتبدأ معاناته مع الريح أو الغازات ولا يدري ما يفعل، خصوصاً مع صعوبة ضبط وقت مناسب يتوضأ فيه لا يخرج منه ريح بعده، بل أحياناً لا يهرع إلى الوضوء إلا بعد الإقامة وتفوته تكبيرة الإحرام من صلاة الجمعة وربما الركعة الأولى!! مع العلم أنه ربما كان متواجداً في المسجد بفضل الله وحده قبل صعود الإمام على المنبر قبل الأذان، وأحياناً تبدأ نفسه تحدثه هل هذا ريح أم لا؟ وهل انتقض وضوؤه أم قد حبسها؟ ويبدأ يتردد هل هذا من حديث نفسه أم من الشيطان؟ أم هو أمر حقيقي؟ ويحاول إقناع نفسه أنه وهم عن هوى للمشقة التي قد يجدها من الوضوء المتكرر، مع العلم أنه أحياناً يتناول بعض الدواء من أقراص طبية لعلاج هذا الأمر، ولكنه لا يأتي غالباً بنتيجة فعالة، فما الذي تنصحون بفعله؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا الرجل مصابا بالوسوسة فليعرض عن الوساوس ولا يلتفت إلى شيء منها، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وعليه ألا يحكم بانتقاض وضوئه إلا إذا تيقن يقينا جازما يستطيع أن يحلف عليه أن وضوءه قد انتقض، فإن بقاء الطهارة يقين، وهو لا يزول بمجرد الشك، فإذا حصل له هذا اليقين الجازم بانتقاض طهارته فعليه حينئذ أن يتوضأ، ولا عليه إن فاتته تكبيرة الإحرام من الجمعة أو حتى إن فاتته الركعة الأولى وهو بذلك مدرك للجمعة، فإنها تدرك بإدراك ركعة منها، ولا يضيع عليه ـ إن شاء الله ـ أجر تبكيره للجمعة، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، وليهون على نفسه ولا يكن في حرج وضيق، فالخطب يسير إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني