الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من ادعى علم الغيب فهو كاذب ويحرم تصديقه

السؤال

كان أخي أمام البيت، فمرت عجوز أمامه، وأخبرته أنه سوف يصاب بالمرض ثم يموت بعده، وحددت الشهر الذي سيموت فيه، وأخبرته بأشياء كثيرة عنه خاصة مثل اسم الأم والأب، أرجوكم إفادتنا في أسرع وقت، لأنني وأسرتي مصابون بالذعر، فهل هذه العجوز منجمة أم ماذا؟ ولكم كل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننصحكم بعدم المبالاة بهذا الأمر وعدم التصديق لما تقوله هذه المرأة، فهي إما كاهنة تستعين بالجن، أو منجمة، أو تهرف بما لا تعلم، ولا ريب في أن العلم بموعد الوفاة من الغيب الذي اختص الله سبحانه بعلمه، فلا يعلمه إلا هو سبحانه، ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مفاتيح الغيب خمس: ثم قرأ: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {لقمان:34}.

وجاء في سبب نزول هذه الآية عن مجاهد، قال: جاء رجل من أهل البادية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن امرأتي حبلى، فأخبرني ما تلد؟ وبلادنا جدبة، فأخبرني متى ينزل الغيث؟ وقد علمت متى ولدت، فأخبرني متى أموت؟ فأنزل الله عز وجل: إن الله عنده علم الساعة... إلى قوله: إن الله عليم خبير ـ رواه ابن أبي حاتم، وابن جرير.

قال ابن عثيمين: معلوم أن وقت موت الإنسان غيبي لا يعلمه إلا الله عز وجل، فمن ادعى علمه فهو كاذب، فالرجل الذي يدعي أنه يعلم متى يموت الناس كاذب بلا شك، ومن يصدقه كافر، لقوله تعالى: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ {النمل:65}. اهـ.

وقد أجمع العلماء على أن كل ادعاء بعلم الغيب الذي استأثر الله بعلمه، محرم ويحرم تصديق صاحبه، ويشمل هذا الحكم كل من يدعي ذلك من كاهن ومنجم وعراف وضراب بالحصباء ونحوها، وراجعي في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 49086، 41084، 63430، 4311، 62996.

وعليكم بتحصين أنفسكم وأولادكم وسؤال الله العافية، ومن أهم الأدعية المأثورة في الأذكار الصباحية والمسائية وسؤال الله العافية والأمن مما يخاف ما ثبت في الدعاء المأثور في الصباح والمساء، فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي. رواه أبو داود، وصححه الألباني.

وفي الحديث: من قال حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة. رواه ابن السني، وصححه الأرناؤوط.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني