الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اسم الجلالة: الله هو اسم الله الرئيس ويخبر عنه ببقية الأسماء

السؤال

هل كلمة " الله " هي الاسم الرئيس لرب العالمين قبل أن يخلق آدم عليه السلام؟
وهل الاسم "الله" كان يستخدمه كل نبي كما نستخدمه نحن اليوم مثل النبي نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى وغيرهم, علما بأنهم غير عرب؟
أريد أن أعرف إذا كان هذا الاسم"الله"(اللفظ العربي) يستخدمه الأنبياء غير العرب مثل موسى، وعيسى، وإبراهيم، وينطقون به كما ننطقه نحن اليوم أم فقط كان يستخدمه العرب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن اسم الجلالة هو اسم الله تعالى الرئيس، وهو سبحانه وتعالى لم يزل مسمى بجميع أسمائه من القدم، كما قال ابن ابي زيد في الرسالة: وله الأسماء الحسنى، والصفات العلى. لم يزل بجميع صفاته وأسمائه. اهـ.

وقال الشيخ العلامة المحدث عبدالمحسن العباد في شرحه مقدمة الرسالة: الله: يُطلق على هذا الاسم لفظ الجلالة، ويأتي مراداً به المسمَّى مبتدأ، ويُخبر عنه بالأسماء، مثل: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}،{وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} وتُنسبُ له الأسماء، كما قال الله عزَّ وجلَّ: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}، وقال: {لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}. ....اهـ.

وقال القرطبي: الله: هذا الاسم أبر أسمائه سبحانه، وأجمعها.

وقال ابن كثير: الله: علم على الرب تبارك وتعالى.

وقال في المقصد الأسنى: واسم الله أعظم أسماء الله التسعة والتسعين.

- لأنه دال على الذات الجامعة لصفات الإلهية كلها، بينما سائر الأسماء لا يدل آحادها إلا على آحاد المعاني من علم، وقدرة، أو فعل أو غيره.

- لأنه أخص الأسماء إذ لا يطلقه أحدُ على غيره لا حقيقة، ولا مجازاً، وسائر الأسماء قد يسمى بها غيره كالقادر، والعليم، والرحيم وغيره.

-ولأن معاني سائر الأسماء يتصور أن يتصف العبد بشيء منها كالرحيم، والعليم، والحليم، والصبور، والشكور وغيره، وإن كان إطلاق الاسم عليه على وجه آخر يباين إطلاقه على الله عز وجل، وأما معنى هذا الاسم فخاص خصوصاً لا تتصور فيه مشاركة لا بالمجاز ولا بالحقيقة.

- ولأجل هذه الخصوصية توصف سائر الأسماء بأنها اسم الله عز وجل، فيقال الصبور، والشكور، والملك، والبار من أسماء الله، ولا يقال الله من أسماء الصبور والشكور؛ لأن ذلك من حيث هو أدل على كنه المعاني الإلهية، وأخص بها، فكان أشهر وأظهر فاستغنى عن التعريف بغيره، وعرف غيره بالإضافة إليه. انتهى.

وجزم بعضهم بأنه هو اسم الله الأعظم.

فقد قال الخطيب الشربيني -رحمه الله- في شرحه لمتن الإقناع لأبي شجاع: وعند المحققين أنه اسم الله الأعظم، وقد ذكر في القرآن العزيز في ألفين وثلاثمائة وستين موضعاً. انتهى.

وقال ابن عابدين في رد المحتار: وروى هشام، عن محمد، عن أبي حنيفة أنه اسم الله الأعظم، وبه قال الطحاوي وكثير من العلماء. انتهى.

وقد ذكرنا بالفتوى رقم: 187369 أن هذا الاسم أنزله الله على آدم في جملة الأسماء، وهو أشهر أسمائه؛ ولهذا تأتي بعده أوصافا له، وقد قبض الله تعالى عنه الألسن فلم يسم به سواه عز وجل، قال تعالى:هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا {مريم:65 }. أي هل تعلم أحدا تسمى الله، استفهاما بمعنى النفي، وقد ذكر في القرآن الكريم ألفين وثلاث مائة وستين مرة، وهو أعرف المعارف وأتمها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني