الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التقرب بالذبح للولي خوف أذاه...شرك أكبر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالعادة هل هي بدعة؟ أنا فتاة على أهبة الزواج ولكن لنا عادات وتقاليد وهذه العادات هي أن العروسة تتزوج عن طريق عادة هي مشرّعة من طرف ولي صالح سيدي البشير ومهرها 69ملّيم والخاطب لا يأتي بأيّ شيء إلا الأكل خوفا من الولي أن يؤذيه وقبل العرس بيوم يتقرّبون لهذا الولي بذبح خروف أو عجل و يقدّم إلى المدعوّين بأنه بركة من الولي ومن يخالف ذلك فلينتظر المصائب من هذا الولي الذي غضب عليه وألتمس من حضرتكم توضيح وتقدير مهر الزّوجة وترشدوني الطريق الصّحيح في طاعة ربّي وسنّة الرّسول المصطفى صلّى الله عليه وسلّم تسليما كثيرا والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فهذه العادات التي ذكرتها الأخت السائلة عادات قبيحة ظالمة لأنها شرك بالله تعالى، وبيان ذلك أن الذبح لغير الله عز وجل تذللاً وتقرباً شرك مخرج من الملة نسأل الله العافية، لأنه صرف شيء من العبادة لغير الله فالذبح تقرباً وتذللاً عبادة أمرنا الله بأن نتقرب بها إليه، كما قال سبحانه:فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2].
وقال سبحانه:قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:163].
وهذه الذبائح التي تذبح على هذا الوجه حرام لا يجوز أكلها لأنها مما أهل به لغير الله، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، والواجب على من فعل ذلك أن يتوب ويجدد إسلامه قبل أن يدركه الموت فيموت على غير الإسلام، نعوذ بالله من الخذلان.
وفي صحيح مسلم وغيره: لعن الله من ذبح لغير الله.
هذا عن الذبح.
وأما الخوف من الولي على الصورة التي ذكرت في السؤال فإنه شرك آخر، فإن الخوف تذللاً ومحبة عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل. قال سبحانه وتعالى:إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175].
فالواجب اجتناب هذه العادات بعد أن تبين أنها شرك مخرج من ملة الإسلام.
وأما المهر فلم يرد الشرع بتحديده قلة أو كثرة.
ولكن رغب الشرع في التقليل من المهور وتيسير الزواج، وننصح الأخت السائلة بضرورة التفقه في أمور دينها وخاصة مسائل الشرك والإيمان، وذلك بقراءة الكتب التي تعتني بمسائل التوحيد مثل كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب وشروحه.
وأهم ما يعني الإنسان به في هذه الدنيا أن يخرج منها وهو على التوحيد فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار. رواه مسلم.
وقال الله عز وجل قبل ذلك:إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء [النساء:48].
كما أن على الأخت أن تتفقه في الواجبات التي تجب عليها كالصلاة والصيام، وما يخص المرأة كالحجاب وأحكام الحيض والنفاس، وخير وسيلة لتعلم أمور الدين سؤال من يوثق فيه من أهل العلم، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني