الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيموالصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد: فإنني أود أن تجيبوا عن سؤالي هذا.....أنا مريض منذ صغري سألت الله الشفاء كثيرا لكن .....هل هذا يعني بأنني إنسان غير مستجاب الدعاء علما بأنه لا هم لي سوى ..............لا أدري ماذا أكتب كل ما ................

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الدعاء من أعظم العبادات وأهم القربات، بل هو أساس العبادة، لقوله صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة. رواه الترمذي وأبو داود.
وقد أمرنا الله تعالى بالدعاء ووعدنا عليه بالإجابة، فقال تعالى:وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60].
وقال تعالى:وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186].
فتيقن -أخي الكريم- أنك إذا دعوت الله تعالى بإخلاص بعد تحصيل شروط الإجابة، وانتقاء موانعها، أن دعوتك ستجاب إن عاجلاً أو آجلاً أو يدخر لك مقابلها من الثواب ما هو خير منها لتناله في وقت أحوج ما تكون إليه.
فقد قال صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذا نكثر، قال: الله أكثر. رواه أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
وعليك أن تحذر من العجلة واليأس وترك الدعاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيتحسر عند ذلك ويدع الدعاء. رواه مسلم.
وعلى هذا فإن عليك ألا تستعجل، وتعلم أن هذا لا يعني أنك غير مستجاب الدعاء فربما تكون دعوتك قد قبلت، وصرف عنك بها من البلاء ما هو أسوأ، أو ادخر لك ثوابها، إلى وقت تكون أحوج ما تكون إليه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.
أسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل، وأن يرزقنا وإياك إجابة الدعاء، ولمزيد الفائدة نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 2395.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني