الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والده يأمره بإزالة برنامج يمنع المواقع الإباحية

السؤال

جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه للإسلام والمسلمين: مشكلتي تكمن في أنني اكتشفت أن أبي مدمن على المواقع الإباحية رغم أنه متدين جدا ويحفظ القرآن الكريم كاملا ويؤم الناس ـ قد يكون إبليس اللعين قد لبس عليه ذلك في شبهة مختلطة بشهوة ـ وعندما اكتشفت هذا قمت بتنصيب برنامج لمنع المواقع الإباحية، فطلب مني أن أزيل هذا البرنامج رغم أنه لا يعلم أنني اكتشفت أنه مدمن على هذه المواقع، فهل يجوز لي أن أعصيه في عدم إزالة هذا البرنامج؟ أم علي ألا أزيله؟ أفيدونا أفادكم الله تعالى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكرت من دخول والدك على المواقع الإباحية، فقد أحسنت بوضع البرامج التي تمنع الدخول على تلك المواقع، ولا طاعة لوالدك في إزالتها، ولا تكون عاقا بمخالفته في هذا الأمر، لأن الطاعة إنما تكون في المعروف، وإزالتك لتلك البرامج إعانة له على المعصية، وإبقاؤها واجب عليك، لأنها وسيلة لمنع هذا المنكر، فعن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ أنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ.
قال النووي رحمه الله: .. ثم إنه قد يتعين: كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو، أو لا يتمكن من إزالته إلا هو..

لكن عليك بر أبيك والإحسان إليه، فإن حقه عليك عظيم، وينبغي أن تدعو الله أن يهديه ويصرفه عن هذه المنكرات.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني