الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم يصح أن عمر نوح عليه السلام مساو لعدد حروف سورة نوح

السؤال

سمعت أن عدد حروف سورة نوح كعدد سني عمره - عليه السلام - أي 950 حرفًا, فهل هذا صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا ليس بصحيح؛ لأن عمر نوح ليس تسع مائة وخمسين عامًا فقط، وعدد حروف سورة نوح ليس بهذا العدد أيضًا كما قال بعض أهل التفسير؛ جاء في تفسير الكشف والبيان عن تفسير القرآن للثعلبي: سورة نوح مكيّة, وهي تسعمائة وتسعة وعشرون حرفًا، ومائتان وأربع وعشرون كلمة، وثمان وعشرون آية.
ولم يرد في القرآن تحديد لعمر نوحٍ - عليه السلام - وإنما جاء فيه أَنه لبث فِي قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، وهذا لا يدل على أن هذا هو جميع عمره، ولذلك اختلف في مقدار عمره؛ قال الشوكاني في فتح القدير: وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي مِقْدَارِ عُمْرِ نُوحٍ .. وَلَيْسَ فِي الْآيَةِ إِلَّا أَنَّهُ لَبِثَ فِي قومه هَذِهِ الْمُدَّةَ، وَهِيَ لَا تَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا جَمِيعُ عُمْرِهِ, فَقَدْ تَلَبَّثَ فِي غَيْرِهِمْ قَبْلَ اللُّبْثِ فِيهِمْ، وَقَدْ تَلَبَّثَ فِي الْأَرْضِ بَعْدَ هَلَاكِهِمْ بِالطُّوفَانِ.

وفي تفسير الكشاف: بعث - نوح - على رأس أربعين، ولبث في قومه تسعمائة وخمسين، وعاش بعد الطوفان ستين, وعن وهب: أنه عاش ألفًا وأربعمائة سنة.
وقد ذكر بعض أهل التاريخ والأخبار أنه عاش ألفًا وسبع مائة وثمانين سنة، وانظر الفتوى: 57007.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني