الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: "اللهم عليك بهم، فإنهم لا يعجزونك"

السؤال

ما حكم قول: "اللهم عليك بهم، فإنهم لا يعجزونك"؟ وهل تجوز مخاطبة الله عز وجل بهذه الطريقة عند قولنا: "فإنهم لا يعجزونك"؟ فكأنني أقول ـ تعالى الله عن التشبيه، حيث أريد أن أوضح سؤالي ـ لأخي على من اعتدى عليه: "اضربه، فإنه لا يطيق دفعك" حيث قد يخشى المعتدي لو لم أقل: "إنه لا يطيق دفعك"، وإذا جاز استعمالها، فنرجو الإتيان بقرائن من القرآن، أو السنة، أو غيرهما - إن وجد - أو التفصيل في إيضاحها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مثل هذه العبارة لا نعلم ما يمنع منها، فإن الله تعالى أخبر عن نفسه أن لا يعجزه شيء، ووصف أعداءه بأنهم لا يعجزونه، كما قال تعالى: أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا {فاطر:44}.

وقال تعالى: فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ {الزمر:51}.

وقال تعالى: وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ {الشورى:31}.

وفي هذا الدعاء توسل إلى الله تعالى بصفته، فكأن الداعي يقول: اللهم عليك بهم فإنك أنت القوي القادر"" وقد كثر ذكر هذه العبارة في كلام أهل العلم, كالعلامة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني