الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إصلاح الزوجة وتأديبها لا يكون بالإساءة إليها والافتراء عليها

السؤال

أهنت زوجتي، وشددت عليها بألفاظ خارجة لا يصح أن تقال للز‏وجة، مع علمي اليقيني أنه ليس بها ما قلت لها، ولكني قلت لها ذلك ‏أثناء مشاجرة، وخطأ أخطأته، وأردت بهذا أن تتعلم، وتتعظ وأن لا ‏تخطئ مرة أخرى. وكل ما قلته كان من وراء قلبي، وكنت أعلم ‏ساعتها علم اليقن أن ما قلته مجرد كلام بلا معنى، ولم أكن أشك ‏أصلا، يعني قلبي لم يكن يضمر ولا يشك في شيء.
فهل بهذا ‏أخطأت وسيحاسبني الله؟ وهل هذا حرام مع أني سأتركه بعد ‏وقت حتى تتعلم، وسأصالحها، وأتأسف على ما قلت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي السؤال شيء من الغموض، والعبارات غير الواضحة. والزوج مأمور شرعا بأن يعاشر زوجته بالمعروف، وأن يحسن صحبتها، وبذلك جاءت نصوص الكتاب والسنة. فإهانتها أو سبها يتنافى مع هذا كله، كما بينا في الفتوى رقم: 69040. وإن كنت قد اتهمت زوجتك بشيء لم تفعله زورا وبهتانا، فهذا أمر عظيم؛ وللفائدة انظر الفتوى رقم: 169187.

وإن كان ما وقعت فيه الزوجة زلة، فينبغي التغاضي عن الزلات في الحياة الزوجية، فهذا من خير السبل إلى دوام العشرة وكسب المودة، وإن كان أمرا عظيما كنشوز ونحوه، فلذلك السبل المشروعة في علاجه؛ وراجع الفتوى رقم: 1103.

وأنت لم تبين لنا حقيقة ما قلته أو فعلته حتى نبين لك ما إذا كنت مخطئا وآثما أم لا، ولكن على وجه العموم فإن النية الحسنة لا تحسن العمل السيء.

قال الغزالي - رحمه الله - : والنية لا تؤثر في إخراجه عن كونه ظلمًا وعدوانًا، بل قصده الخير بالشر على خلاف مقتضى الشرع شر آخر، فإن عرفه فهو معاند للشرع، وإن جهله فهو عاص بجهله؛ إذ طلب العلم فريضة على كل مسلم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني