الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كفارة من وعد الله بترك معصية ثم فعلها

السؤال

أرجو المعذرة.. فأنا لا أفهم معنى النصاب اليومي، فاعذروني إن جاءتكم رسالتي في غير وقتها، أريد أن أسأل عن كفارة وعد وعدته لله ولست أذكر إن كنت قد حلفت أم لا، ولكنني كنت قد عاهدت الله أنني لن أكرر أمرا كنت أقوم به، وهو أمر سيئ، لكن للأسف نكثت عهدي وأريد الالتزم مجددا بعدم القيام به، وأخشى أن أكون قد فقدت فرصة النجاة بعد نكثي لعهد الله، أرجو مساعدتي وجزاكم الله كل خير، كما أنني كنت قد عاهدت الله أن لا أقطع صلاتي مهما حدث، ولكنني أيضا لم أستطع الالتزام بهذا العهد، لأنه تنتابني حالات يأس رهيبة تجعلني أبتعد عن صلاتي.. أرجو مساعدتي، وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان ما جرى منك مجرد وعد، فإن مجرد الوعد ليس يمينا، لكن يجب الوفاء بهذا الوعد إن كان الشيء المذكور معصية؛ لأن ترك المعصية واجب أصلا، وقد أكد ذلك بالوعد مع الله تعالى، وعدم الوفاء بالوعد أيا كان يعد من علامات النفاق، فقد قال صلى الله عليه وسلم: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان. متفق عليه.

ولا شك أن الوفاء بالوعد لله أولى بأن يراعى من الوفاء بالوعد لغيره، والواجب عليك في هذه الحالة: هو التوبة إلى الله تعالى من إخلاف الوعد إن كان على ترك معصية، ولا كفارة عليك غير ذلك، وانظر الفتويين رقم: 138215، ورقم: 42083.

ولا كفارة عليك أيضا إذا كنت تشك هل حلفت أم لا؟ جاء في الموسوعة الفقهية في موضوع الشك في اليمين: إما أن يكون الشك في أصل اليمين هل وقعت أو لا كشكه في وقوع الحلف، أو الحلف والحنث؟ فلا شيء على الشاك في هذه الصورة، لأن الأصل براءة الذمة واليقين لا يزول بالشك.

أما إذا كنت حلفت، أو عاهدت الله تعالى بأن قلت: علي عهد الله ـ فإن عليك مع التوبة كفارة يمين، وانظر الفتوى: 7375.

وراجع أيضا الفتوى رقم: 110211، بعنوان: الفرق بين الوعد والعهد.

ولتبشر بالخير ما دمت تريد الالتزام بأمر الله الله تعالى وطاعته، فلن تفوتك الفرصة ما دمت في هذه الحياة، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وباب التوبة مفتوح أمام العبد ما لم يغرغر، أو تطلع الشمس من مغربها، كما جاء في الأحاديث الصحيحة، ولا يجوز أن يصل بك الأمر إلى اليأس، فهذا الشعور تلبيس من الشيطان بدليل أنه أوصلك إلى قطع الصلاة التي هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولا حظَّ في الإسلام لمن تركها، وانظري الفتوى رقم: 15037، وما أحيل عليه فيها.

فلا تيأس ولا تقنط.. فإن اليأس والقنوط قرينان للكفر والضلال، فقد قال الله تعالى: وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87}.

وقال تعالى: قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر:56}.

وأما المقصود بالنصاب اليومي: فهو عدد الأسئلة التي يستقبلها الموقع يوميا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني