الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم سفر الزوج للعمل وترك زوجته

السؤال

مشكلتي هي سفر زوجي؛ حيث إنني تزوجت منذ ‏سنتين، ولم أنجب بعد، فكثيرا ما تحدث الخلافات ‏بيننا، ولكنه يرجع وضعنا هذا إلى أنه ابتلاء من الله ‏ولا بد أن نتحمله، ولكني أشعر بضيق كبير عندما ‏يقول ذلك، فأنا أريد منه أن يسعى بشتى الطرق إلى أن ‏أكون معه حتى لو اضطررت للعمل كي أساعده، ‏ومن أجل إقامة أسرة كريمة، وفي نفس الوقت لا ‏أجد من أتكلم معه، ففي بيت والدي لا أحب أن ‏أظهر خلافا يقع بيني وبين زوجي، أما في بيت ‏زوجي فهم يؤيدون سفره وبناء مستقبله، وأشعر ‏أنهم لا يؤيدون سفري معه حتى لا أرهقه في ‏المعيشة هناك.
سؤالي: لا أدري ماذا أفعل ‏فكل ما أطلبه هو أن أعيش حياة كريمة مع زوجي، ‏وأن أقيم أسرة كريمة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما من شيء في هذا الكون إلا وهو كائن بتقدير الله تعالى؛ قال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}. وقال سبحانه: وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا {الفرقان:2}. والإنجاب وإن كان بقدر إلا أن له أسبابا ينبغي اتخاذها، ومن ذلك إقامة الزوجة مع زوجها، والسعي في العلاج إن تطلب الأمر ذلك. ومن حق الزوجة على زوجها أن لا يغيب عنها أكثر من ستة أشهر إلا بإذنها كما جاء بذلك قضاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 10254.

وقد أحسنت وأصبت الصواب في حرصك على عدم إظهار هذه الخلافات أمام أهلك، وينبغي أن تحرصي على التفاهم مع زوجك في هذه الأمور بشيء من الروية والهدوء، والحرص على مصلحة الأسرة عموما، ومهما أمكن أن تجتمعا معا في بلدكم، أو في البلد الذي سيسافر إليه زوجك، فهو أولى. ولكن إن احتاج إلى أن يسافر وحده لترتيب أموره، ثم استقدامك للإقامة معه، أو العودة للإقامة معك، فينبغي أن تتفهمي ذلك، والمهم أن يكون الوفاق بينكما على أي من الخيارات التي قد تبدو لكما. وإن تطلب الأمر اتخاذ من يكون وسيطا بينكما يعينكما على التفاهم وتقارب وجهات النظر، فلا بأس بذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني