الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس كل استهزاء أو سخرية يكون كفرا

السؤال

أفتوني مأجورين: هل وقعت أنا وأختي في الردة والعياذ بالله؟
ذلك أنها مزحت معي مزحاً ثقيلاً، فنصحتها ألا تكرره، وبطبيعة أختي هي خفيفة دم، وكلامها يضحكني كثيراً. فقالت تعبر عن ندمها: (أبو جهل تعال اقتلني) فاستغفرت أنا تنبيهاً لها. فقالت: (يا ويلي ويلاه أنا داريه أني بجيب العيد) فضحكت أنا من كلامها هذا، ثم استغفرت وقلت لها أن تستغفر، وقلت: أبو لهب أو أبو جهل لا تجيبين طاريهم، والدين لا تضحكيني فيه، الأمر خطير. قلت لها هذا على وجه النصيحة.
فهل وقعنا في الردة عندما وصفت أختي ندمها بأنها (جابت العيد) وضحكي على ذلك؟ حيث إني شعرت أنه من غير اللائق التعبير عن الندم بهذا اللفظ، وكأنها تخاف من مديرة مدرسة، أو خالفت قانونا بشريا بينما هي تقصد الخوف من الله عز وجل، وأنها غبية في كلامها.
وقعت في حيرة شديدة: هل أغتسل وآمر أختي بالاغتسال، وننطق الشهادتين أم إننا لم نرتد بهذا ويجب علينا التوبة فقط؟
أرجوكم أفتوني ولكم دعائي بظهر الغيب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس في تعبير أختك عن ندمها بقولها: (جابت العيد) ما يقتضي كفرا أو ردة.

وأما عبارة " أبا جهل: تعال اقتلني " فعبث لا ينبغي تكراره، وينبغي أن تذكري أختك بالاحتياط، والتحفظ في كلامها، ولسانها؛ فإن شأن اللسان خطير، فقد قال صلى الله عليه وسلم: وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم. رواه الترمذي.

وقال صلى الله عليه وسلم وآله وسلم أيضاً: وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جنهم. رواه البخاري.

وعلى ذلك، فإن الواجب على المسلم أن ينتبه لما يخرج من فمه، فإن الملائكة تحصي كلمات ابن آدم، قال تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {ق: 18}. وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 65531.

وقد سبق بيان متى يكون الاستهزاء أو السخرية كفرا ، فراجعي للفائدة رقم: 137818، ورقم: 202774.

وننبهك إلى الحذر من الوسوسة فإنها داء عضال، عافانا الله وإياك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني