الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل قراءة القرآن تحتاج إلى نية

السؤال

هل تجب النية عند قراءة القرآن؟ وهل تجب عند قراءة القرآن في الصلاة؟ فمثلاً عند قراءة الفاتحة تجب النية في (اهدنا الصراط المستقيم) فأنوي بالآية كأنني أدعو؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقراءة القرآن لا تجب فيها النية, ولا تحتاج إليها؛ لأنها من الأمور التي لا تقع إلا عبادة، فلا تشترط فيها النية، سواء كان ذلك أثناء الصلاة أم خارجها, وانظر الفتوى: 56084.
وما تجب قراءته من القرآن في الصلاة لا يجب تخصيصه بنية، وإنما تجب النية للصلاة، وهي ركن من أركانها, أو شرط من شروطها، لا تصح الصلاة إلاَّ بها.
وأما قولك: فأنوي بالآية كأنني أدعو؛ فهذا لا حرج فيه, وهو من تدبر القرآن الكريم, والتفاعل معه المرغب فيه شرعًا؛ ففي صحيح مسلم عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة فقرأها، ثم النساء فقرأها، ثم آل عمران فقرأها، يقرأ مسترسلًا إذا مر بآية تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ.

وروى أبو داود, والنسائي عن عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه - قال: قمت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة, فقام, فقرأ سورة البقرة، لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ.

فهذه الأحاديث الصحيحة الصريحة تدل على أن من هدي نبينا صلى الله عليه وسلم التفكر في معاني القرآن الكريم, والتفاعل معها؛ بحيث يدعو في كل مقام بما يناسبه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني