الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج للمتضررة في طلب الطلاق

السؤال

أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات, ولديّ طفلة صغيرة, ولكني أكره زوجي كرهًا شديدًا, فمنذ أن خطبت اكتشفت أنه مخادع, وكذاب, واعتمادي, وأنا من بيت ملتزم - والحمد لله - ومتدين, ومستوانا المادي جيد, على عكس زوجي تمامًا, فهو مختلف في التربية والطباع, وقد صبرت لأعطيه فرصة؛ لتنشأ ابنتي في كنف أبيها, ولكن يبدو لي أن الضرر الذي سيلحق بها أكبر بكثير من الفائدة, فزوجي مخادع, يجيد الكذب, واللف والدوران, غير مسؤول, وأناني جدًّا؛ حتى مع ابنته, وهو مقصر في عمله, ولا يتحرى الحلال في ماله, ويستخدم الكروت الربوية للشراء بكثرة شديدة, وإفراط, رغم وجود المال معه؛ ظنًّا منه أن في ذلك توفيرا لرأس ماله, ومنذ عرفته وهو طويل اليد, واللسان؛ حتى في المزح يتعدى عليّ دائمًا بالشتم, والضرب؛ مما جعلني أتحول إلى إنسانة بشعة, سليطة اللسان عليه, أرد الكلمة بالكلمة, وأرفع صوتي, وأتطاول, وأصبحت أكره حالي ونفسي, فقد كنت أتميز بأدبي, وهدوئي, وصوتي المنخفض, ولكن شدة الضغوط التي يضعني فيها هذا الرجل تجعلني لا أقدر على السيطرة على نفسي, وأصبحت حياتنا صراعًا؛ مما أدى إلى إصابة ابنتي الصغيرة بنوبات عصبية بسببنا, أعلم أنه لا عذر لي, ولكني أكرهه, وقد حاولت بكل الطرق إصلاحه منذ زواجنا من أجل ابنتي؛ حتى نكون قدوة لها, وأنا أعلم أن طريقي مسدود معه؛ بسبب كرهي الفظيع له, فمهما قصرت أو طالت المدة فالطلاق نهاية حتمية, وأشعر بالذنب بسبب سوء معاملتي له, وسوء خلقي معه, وأخشى أن يعاقبني الله, وقد أديت فريضة الحج هذا العام؛ حتى يغفر لي الله, ويكفر عني ذنبي, ولا أريد أن أكرر مثل هذه الأفعال, وأدعو الله أن يعوضه بزوجة تتحمله, وأن يرزقني الله حياة هادئة بعيدة عنه, مع العلم أني منذ زواجي أنفر جدًّا من العلاقة الزوجية؛ بسبب كل هذه الأسباب, بالإضافة لعدم النظافة الشخصية لزوجي, فهل أنا آثمة لطلبي الطلاق بعد كل هذه الأسباب؟ مع العلم أن أهلي يؤيدون طلاقي؛ خوفًا عليّ من أن ينتقم مني بالضرب المبرح, وخوفًا على نفسية ابنتي من سوء العلاقة بيننا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فطلب المرأة الطلاق إن كان لمسوّغ: فلا حرج فيه.

وإنما تنهى المرأة عن طلب الطلاق لغير مسوّغ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة. رواه أحمد, قال السندي في حاشيته على سنن ابن ماجه: أيْ: فِي غَيْرِ أَنْ تَبْلُغَ مِنَ الْأَذَى مَا تُعْذَرُ فِي سُؤَالِ الطَّلَاقِ مَعَهَا.

وعليه, فإن كان الحال كما ذكرت حقًّا, فلا حرج عليك في طلب الطلاق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني