الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قول عمر بعد أن طُعن: (قتلني الكلب) قالها بعد أن قطع الصلاة

السؤال

كنت قرأت أن سيدنا عمر ـ رضي الله عنه ـ قال للذي طعنه في الصلاة: طعنني الكلب ـ في كتاب صفة الصفوة؟ فتساءلت في نفسي كيف قال عمر بن الخظاب مثل هذا في الصلاة؟ وكيف سبه؟ فما قولكم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فالقصة المشار إليها وردت في صحيح البخاري فقد روى قصة طعن عمر ـ رضي الله عنه ـ في صلاة الفجر عن عمرو بن ميمون، وفيه:... فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ قَتَلَنِي أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ حِينَ طَعَنَهُ...

وقد أراد أمير المؤمنين ـ رضي الله عنه ـ بهذه الكلمة أن يعلم الناس بما حصل له، وقد قطع صلاته رضي الله عنه ولم يستمر فيها، بل أخذ بيد عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ فصلى بالناس صلاة خفيفة، ثم قال عمر لابن عباس بعد ما صلى الناس: انظر من قتلني؟ فجال ساعة ثم جاء فقال: غلام المغيرة.. إلى آخر القصة.

وإنما صلى عمر ـ رضي الله عنه ـ الصبح بعد ذلك حين احتمل إلى بيته، صلى وجرحه يثعب دما رضي الله عنه، فلا إشكال البتة في هذا، لأن أمير المؤمنين ـ رضي الله عنه ـ ما قال هذه الكلمة وهو في صلاة أصلا، وأما إن كنت تستشكل سب هذا القاتل ووصفه بالكلب فهو لعمر الله حقيق بالسب، وسب من يستحق السب جائز، كما دلت على ذلك نصوص كثيرة، وقد قال الله تعالى: لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ {النساء:148}.

وأي ظلم أشنع مما تعرض له الخليفة الراشد المهدي من القتل على يد هذا العلج الكافر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني